هي فترة الثمانينات،
كنت في سن المراهقة، في الخامسة عشرة من عمري، أعيشها مثل أية مراهقة تمتلك
مساحة مقبولة من بعض الحرية. كنت أسرح وأحلم وأخيط لحظات رومانسية لذيذة مع
أبطال السينما المصرية والعالمية، بالتأكيد عبدالحليم حافظ كان له نصيب الأسد
وكنت أترقب فلم السهرة اليتيم في ليلة كل يوم خميس الذي يبثه تلفزيون سلطنة
عُمان، وأستاء كثيرا عندما لا أشاهد قبلة متبادلة بين البطلين ولو كانت عابرة أو
بريئة. فلم يكن هناك مجال لتذوق الطعم الحقيقي لتلك القبلة المثيرة، رغم توفر كل
الفرص لإكتشافها، خوفا من أن أحترق في نار جهنم! كنت في وقتها أمتلك بعض الحرية
بينما رأسي قد تم تعبئته بقصص مرعبة عن عذابات القبر وأبيات من قصيدة "الخرافة"
لـ نزار قبّاني تتردد في مسامعي:
خوفونا من عذاب الله إن نحن عشقنا .. هددونا .. بالسكاكين إذا نحن حلمنا
.. فنشأنا .. كنباتات الصحارى .. نلعق الملح ، ونستاف الغبارا.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق