نقوشٌ على جدار واسعٍ

السبت، 26 أكتوبر 2013

من الذي انتصر ؟




جرانج ماوث (Grangemouth) هو اسم لمصفاة النفط التي تعتبر العمود الفقري لاقتصاد اسكوتلاندا، وأيضا تحوي على مصنعا هاما للبتروكيماويات. يعمل في المصنع حوالي (800) عامل باﻹضافة الى تعاقدها مع آلاف المقاولين. لكن اليوم يواجه المصنع تحديات مالية جمة بسبب سوء أداء اﻹقتصاد العالمي مما اضطرت إدارتها خلال اﻷيام القليلة الماضية إلى وضع خطة إنقاذ لكي لا يتم إغلاق المصنع. شملت خطة اﻹنقاذ تغييرات في بنود عقود العمل ومن بينها تجميد الرواتب، الذي يعني وقف الزيادات خلال السنوات القليلة القادمة، اﻷمر الذي يؤثر سلبا وبشكل مباشر في مستحقات تقاعد العمال.

وخلال الأسبوع الماضي عرضت إدارة المصنع بنود (خطة الإنقاذ) للعمال والتي قوبلت برفض شديد من قِبل العمال وبتهديد مباشر من نقابة العمال بالإعلان عن الإضراب عن العمل. وبعد مفاوضات مكثفة ما بين إدارة المصنع وقيادات العمال التي وصلت جميعها الى نتيجة لم ترضي أي من الطرفين،  تم عرض المصنع للبيع وأعلنت إدارة المصنع أنه في حال فشلهم بإيجاد مشتر لها في غضون أيام فإنها ستضطر آسفة لإغلاق المصنع، مما سيؤدي الى تسريح جميع العمال. وبعد إنتهاء المدة المحددة مع عدم ظهور مشتري للمصنع تفاجأ الجميع بإعلان الإدارة الرسمي بخبر الإغلاق وتم تسريح جميع العمال الـ (800) بالإضافة الى تسريح أكثر من (2000) مقاول مما سيؤدي الى تفاقم البطالة والى ظهور أزمة إقتصادية واجتماعية جديدة في اسكوتلندا.


هز هذا اﻹعلان العمال والمقاولين في زمن يصعب فيه الحصول على وظيفة أيا كانت نوعها، وعاد ممثلو العمال مجددا إلى طاولة المفاوضات مع إدارة المصنع لأجل الوصول الى إتفاق وحل مقبول لإنقاذ المصنع كونه المصدر لأرزاقهم. رضخ العمال لشروط (خطة اﻹنقاذ) للمصنع وبنودها، باﻹضافة إلى بند لم يكن موجودا سابقا ، وهو التعهد  بأن لا يُضرب العمال عن العمل خلال الثلاث سنوات القادمة. أتفق الطرفان وأعيد فتح المصنع صباح اليوم وسط فرحة وابتهاج العمال والمقاولين بعودتهم إلى وظائفهم.

هنا الرابط للخبر:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق