نقوشٌ على جدار واسعٍ

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

حرائر الربيع (٣): بشرى العامري



جاء لقائي الثالث من سلسلة “حرائر الربيع” في القاهرة وذلك أثناء مشاركتنا في ورشة عمل حول رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان والتي نظمتها الأمم المتحدة وفي شهر ديسمبر من العام 2013.
ولقد تشرفت خلال هذه المشاركة بالتعرف على بعض القيادات النسوية العاملة في مجال حقوق الإنسان، والذي كان من ضمنهن الإعلامية اليمنية بشرى العامري، وهي امرأة تتسم بكل السمات التي يتصف بها جميع المدافعين عن حقوق الإنسان كالبساطة والتواضع والتفاني في خدمة الآخرين، بالإضافة الى كونها زوجة وأم  لثلاثة أولاد مما يضاعف من حماسها ورغبتها في التغيير الى حياة أفضل لأجل ضمان مستقبل مشرق لها ولأبنائها ولكل الأجيال القادمة .
عرفينا بنفسك ؟
اسمي بشرى العامري، صحفية يمنية ، أعمل في مجال الصحافة منذ عام 2000  وحاليا أعمل كمسؤولة إعلامية في مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان.
متى بدأتِ عملك في مجال حقوق الإنسان ؟
في السابق ومن خلال عملي الصحفي كان نشاطي يقتصر على رصد مختلف القضايا الحقوقية والكتابة عنها ثم نشرها، لكن ومنذ عام 2009 بدأ عملي الفعلي في المجال الحقوقي وذلك بعد أن وصلت الى قناعة تامة بأن الحالات الإنسانية تحتاج الى أكثر من مجرد الكتابة عنها ونشرها وأنه يتطلب متابعتها والسعي لأجل إحداث التغيير فيها وذلك من خلال دفع المجتمع للمشاركة بهدف إيجاد الحلول المناسبة لها، وبالتالي بدأت بالانخراط في منظمات المجتمع المدني والتعاون معها وقمت ببناء علاقات جيدة، والتشابك مع الإعلاميين بهذه المنظمات وتبني قضاياهم والقيام بنشرها إعلاميا والخروج معهم في المسيرات والوقفات الاحتجاجية وحشد الناس لها.
ما رأيك في ثورة اليمن التي تزامنت مع قيام ثورات الربيع العربي ؟
في البداية كانت ثورة الربيع العربي في اليمن هي ثورة نقية، حيث خرج الشعب محتج على وضع بائس يعيشه، وفسادا كبيرا جدا يمارس من قِبل النظام ومن معه. لكن ما حدث للأسف هو أنه وبعد خروج الشباب للثورة أعلن البعض من منظومات الفساد وبقايا النظام السابق انضمامه للثورة، وركب هؤلاء على موجة الثورة مما تسبب في انتكاسة الثورة وتغيير خارطة الوضع الذي كان من الممكن أن يكون فيه فيما لو نجحت ثورة الشباب في حال استمرارها مثل ماهي ومن دون تدخل من الأحزاب السياسية ومن دون تدخل من القيادات التي كانت محسوبة على النظام السابق.
وماذا كان دور المرأة اليمنية خلال هذه الثورة ؟
المرأة اليمنية كانت حالة نادرة في الثورة اليمنية. المرأة اليمنية قادت الثورة اليمنية وكانت في الصفوف الأولى وهي من دفعت الشباب للخروج والمطالبة بالحق أو قول كلمة الحق في وجه سلطان جائر. خرجت مئات الآلاف من النساء اللاتي وقفن في وجه الشرطة ووقفن في وجه الجيش ووقفن في وجه “البلطجية” أو المعتدين على الشباب، وأحيانا كثيرة كانت المرأة اليمنية حاضرة وبشجاعة في خط الدفاع الأول معتمدة على قوة العادات والتقاليد في المجتمع اليمني لصالحها وعلى ثقافة العيب في الاعتداء على المرأة.
كانت المرأة اليمنية هي من تقود المسيرات مما أدى الى سقوط الكثير من الضحايا، فهناك الجريحات من النساء وعدد كبير من الشهيدات. كما أن هناك العديد من النساء اللاتي قمن بالدور التقليدي مثل الإسعافات الأولية وتوفير الطعام واللباس للشباب وذلك أثناء فترة اعتصامهم في المسيرات.
وهل تم تقدير المرأة اليمنية بعد كل هذه التضحيات التي قدمتها أثناء الثورة ؟
بكل تأكيد لا.
لقد تفاجأنا لاحقا من أن بعض الأحزاب التي استعانت بالمرأة كخط أول في إقامة الثورة انها تريد إعادتها الى البيت من جديد! لكن المرأة اليمنية استبقت الأحداث واستطاعت خلال الثورة أن تضع شروطها عند بناء اليمن الجديد وفي وضع الخريطة السياسية الجديدة وأن تطالب بتحديد ما نسبته (30%) كحق أو باستخدام نظام (الكوتا) للمشاركة في رسم الخريطة السياسية القادمة وتقلد المناصب السياسية والاجتماعية.
هناك سعي من القيادات السياسية التي كانت هي الدافع الأول لخروج المرأة أيام الثورة، لإعادتها الى المربع الأول التي كانت فيه قبل الثورة أو الى مربع أقدم أيضا وبالذات تلك الجماعات التقليدية أو المتشددة دينيا.
المرأة اليمنية اليوم تناضل من أجل الحصول على نسبة (30%) كخطوة أولى ثم الوصول الى نسبة (50%)  من المشاركة السياسية والاجتماعية. ولقد استطاعت في مؤتمر الحوار الوطني أن تصل الى نسبة (29%)، كما ترأست المرأة بعض اللجان الموجودة فيه بل وشكلّت الأغلبية في بعض اللجان. والمرأة في اليمن تواجه اليوم معركة أخرى وهي أن تكون موجودة في صياغة الدستور بنسبة (30%) لكي تستطيع تمرير القوانين التي تخدم المرأة في الدستور القادم، وأيضا أن تتواجد بما لا يقل عن نسبة (30%) في البرلمان وفي مجلس الشورى وفي التكوينات السياسية والتكوينات الحكومية القادمة.
وهل تتفقين مع ما يُشاع أنه تم استغلال المرأة في الثورات العربية من خلال دعوتها للخروج ودفعها الى الخط الأمامي ولاحقا تم إقصائها عند جني الثمار ؟
نعم أتفق جدا.
هذا المشهد يتكرر كثيرا عندنا في اليمن وخصوصا في وقت الانتخابات حيث تُحشد الحشود كلها من أجل أن تخرج المرأة كصوت وناخب وليست كمرشح وتُدفع المرأة للتصويت في صناديق الانتخابات ولكن لا تُدعم كمرشحة. وبالتالي وفي أيام ثورات الربيع العربي خرجت المرأة اليمنية ودُعمت بشكل قوي من قبل الأحزاب المتشددة وحتى من قبل التيارات الدينية حين أخرجوا النساء بالآلاف لمناصرة قضيتهم ولمناصرة الثورة لكن حينما جاء وقت التقاسم ووقت المحاصصة كان الجميع يطالب بعودتها للوراء.
حدثينا عن قضية الطفلة اليمنية (روان) وهي قضية مثيرة للجدل بحيث أشيع خبر وفاتها في ليلة دخلتها ومن ثم تم نفي هذا الخبر؟
القضية أو القصة كما وصلتنا نحن في منظمات المجتمع المدني هي ان هناك طفلة من قرية نائية اسمها (الحُدَيدة) قد توفيت في ليلة دخلتها، والحديدة هي قرية تتبع منطقة (حَجّة)، وحَجّة هي محافظة كبيرة تتبعها قرى كثيرة وهي منطقة نائية ومنعزلة تماما بحكم أنها على الحدود السعودية وتفتقد الى الكثير من الخدمات ولكن وللأسف  لم نستطع الحصول على شهادة ميلاد للطفلة ولم نستطع الحصول على أية اوراق رسمية باسمها.
ما حصل هو وجود صحفي في تلك المنطقة بالصدفة ورصد الحالة، وتحدث عن أن هناك طفلة ماتت بعد تزويجها في سن مبكرة ولقد أخذ ذلك الصحفي أقوال صديقة الطفلة المتوفاة (روان) والتي أكدت من ناحيتها بأنه كانت لديها صديقة لها وأعطت اسمها ومواصفاتها وبأنها ماتت بعد تزويجها .
وهل يُفهم من هذا بأن أسرة الطفلة (روان) تكتمت عن حقيقة الخبر المُعلن عن وفاتها ؟
في البداية كان هناك اعتراف مجتمعي بالقضية، لكن ما حدث هو أن هذه القضية ظهرت في الوقت الذي كان فيه المجتمع المدني يشتغل وبقوة بالمؤتمر الحواري الجاري الآن في اليمن للعمل على إيجاد قانون تحديد سن الزواج للفتيات وذلك حين بلوغهن سن الثامنة عشرة. حاليا القانون اليمني لا يحدد سن الزواج وعليه بإمكان الأب تزويج ابنته حتى وإن كانت تبلغ يوم واحد فقط ويستطيع استخراج عقد زواج رسمي لها، ولقد حدثت قضايا كثيرة من هذا النوع. وبالتالي شعرت التيارات الدينية المتشددة التي تعارض تحديد سن الزواج للبنات خصوصا مع وجود قضايا كثيرة مشابهة سابقة أن يتم تحديد سن الزواج بالقانون، وعندما تبنت منظمات المجتمع المدني القضية خلقت حالة من الوعي المجتمعي بالإضافة الى الضغوطات الدولية مما مكنها من المطالبة بشدة بتحديد سن الزواج، الا أن تلك التيارات الرافضة لتحديد سن الزواج خافت بأن تكون قصة هذه الفتاة هي الفيصل الذي سيحدد سن الزواج أو سيغير مجرى مؤتمر الحوار لصالح تحديد سن الزواج فتم التلاعب بالقضية بكل قوة.
وكيف استطاعوا فعل ذلك ؟
 في البداية كل المؤشرات والإثباتات تتحدث عن وجود طفلة تم تزويجها في سن مبكر وأنها ماتت أثناء دخول زوجها عليها وتم دفنها. لاحقا تم التستر على هذه القضية رغم وجود اعترافات أولية أهمها اعتراف المحافظ. وحدث ذلك عندما نزلت مؤسسات المجتمع المدني لإثبات هذه القضية فتم تمييعها تماما من قِبل أعلى السلطات من داخل المحافظة بحيث تم استخراج شهادة ميلاد بديلة للطفلة المتوفاة وتم إحضار فتاة بديلة من أقاربها، وقيل لنا بأنها أختها التي كانت تعيش في دار لرعاية الأيتام أو دار لإيواء الفتيات، ويبدو أنه تم ممارسة الضغط على أسرتها وعلى أهل منطقتها وتم الإعلان بأن روان التي تبحثون عنها على قيد الحياة ولم يمسها أي مكروه، رغم انه في وقت سابق تم استخراج شهادة وفاة رسمية للطفلة روان ولكن تم الطعن فيها والتشكيك بمصداقيتها، وحتى شهادة صديقتها التي تم تصويرها وهي تعلن وفاة روان تم ممارسة الضغط عليها وتكذيبها وفي النهاية تم لف هذه القضية بطريقة غامضة.
وما مصير قضية الطفلة روان ؟
القضية ألغيت تماما لأن كل منظمات المجتمع المدني التي توجهت الى المنطقة فشلت في الحصول على إقرار أو إيجاد دليل ثابت وقوي أمام السلطات المحلية الموجودة  لإثبات القضية.
برأيك من هي الجهة المسؤولة عن مثل هذه الممارسات ؟
للأسف أصبح الوضع عندنا مقلق للغاية، ومن الملاحظ أنه عندما تظهر قضية إنسانية يتم تسييسها إلى أن تأخذ بُعدا كبير جدا، هذا في حال ما أرادوا لها الساسة الوصول الى هدف معين يخدمهم، أما اذا كانت القضية تضرهم فيتم تمييعها بأكثر من طريقة، منها تلفيق بعض الأحداث المغلوطة أو تبرير أخطاء بأخطاء أخرى حتى تضيع القضية تماما.
يتم تمييع القضايا في حال لم يرغبوا بأن يكون لها صدى في المجتمع أو التي تهدف الي تغيير سياسة ما هم ينتهجونها، لدرجة أنه أصبحت الآن أي قضية إنسانية نشتغل عليها يتم  تمييعها بأكثر من سبب حتى تفقد الزخم في الدفاع عنها .
وماذا عن قضية نجلاء الحكمي ؟
نجلاء الحكمي هي فتاة أتت من إحدى أرياف محافظة (إب) وهي تسكن في منزل بعيد عن التكتلات السكانية. وفي يوم وقوع الحادث جاء ابن شيخ وهو ابن قبيلة معروفة لديهم واستغل فرصة وجود نجلاء بمفردها في المنزل وأراد اغتصابها وذلك عندما بدأ باقتحام البيت لتيقنه بعدم وجود أي منزل بالجوار وبالتالي لن يأتي أحد لمساعدتها . وعندما لمحت نجلاء الشاب وهو يتسلق المنزل للهجوم عليها لم يكن أمامها سوى خيارين إما أن تسلّم نفسها له، أو أن تدافع عن نفسها وعن شرفها.
ولأنها تعيش في بيئة تكون فيها المرأة اليمنية مدربة على استخدام السلاح كما أن السلاح موجود في كل بيت، أخذت نجلاء السلاح وأطلقت عليه النار وقتلته. تم القبض عليها ونقلت الى السجن وللأسف الشديد تم أيضا تمييع هذه القضية وطمس بعض الأدلة بحيث تحولت القضية من الدفاع عن الشرف الى القتل العمد ومع وجود القوة المجتمعية لأهل الشاب القتيل قامت الأسرة باتهامها بأنها كانت على علاقة معه ومن ثم قتلته أو أنه كان يمشي فقط بجوار المنزل وأنها قتلته لأسباب غامضة، وثم أصدر القضاء حكما ضدها بالإعدام.
ولكن ومع تفاعل مؤسسات المجتمع المدني وتبنيها لهذه القضية تشّكل نوع من الضغط المجتمعي على الحكومة والقاضي الذي يتابع مجريات القضية ومحامي الدفاع، مما ساهم في خلق جوا من المناصرة لها بعد أن علم الناس بأن هناك فتاة سوف تُعدم بسبب دفاعها عن شرفها وعليه تم إيقاف حكم الإعدام، لكن نجلاء مازالت حتى اليوم قابعة في السجن بما يقارب على العام وهي بين كل فترة وأخرى تُعرض على المحاكمة وقد تواجه حكما بالإعدام مجددا وقد يكون حكما أخيرا، والآن تشتغل منظمات المجتمع المدني جاهدة لكي تخرج نجلاء من السجن بحكم البراءة .
وما دورك أنتِ في خدمة هذه القضية ؟
لقد ساهمت بتنظيم بعض الحملات المناصرة لها عبر تسيير مسيرات ووقفات احتجاجية أمام رئاسة الوزراء ووقفة أخرى أمام النائب العام ووقفة أمام رئاسة الجمهورية بحكم أن رئيس الجمهورية وهو رئيس المجلس الأعلى للقضاء وطالبنا بإعادة النظر في قضية نجلاء كما قمنا بعمل تشابك فيما بيننا وبين بقية المنظمات الأخرى المهتمة بهذه القضية .
ما هي رسالتك الأخيرة للمرأة العربية المدافعة عن حقوق الإنسان ؟
رسالتي لها بأن لا تستسلم مهما كانت الصعاب ومهما كانت التحديات لأن مشوارنا طويل جدا ويحتاج الى نَفَس أطول للاستمرار، وما حققناه وما حققته السابقات يحتاج منا الى دفعة أقوى لنحقق شيء أكبر للنساء القادمات في المستقبل.
إنتهى.
أجرت الحوار: حبيبة الهنائي
القاهرة 10 ديسمبر 2013


تم نشر هذا اللقاء في مجلة الفلق الالكترونية:

روابط خارجية :
رساله الطفلة اليمنيه التى رفضت أن تكون ضحية للزواج المبكر -Nada Al-Ahdal
محافظ حجة يعلن أن الطفلة روان لم تتزوج ومازالت حية ترزق:
الطفلة روان التي قيل انها ماتت على فراش الزوجية تظهر للجميع في حرض حية ترزق:

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

فيسبوكيات وتغريدات (2)


عن الصيف الكئيب من عام 2012

حول سجناء الرأي والإستدعاءات ..



-        انهــا تلـك المكالمــة اللطيفــة التي تتستر خلفها بالنوايــا الخبيثــة .


-       المحقق يحتسي الشاي هنا بجواري .. تارة يبوح ويحكي .. وتارة يضحك ويمتعض .. لم يكن محققا بل كان إنسانا !


-  عندما يقمعك الجلاّد يكون قد أهداك لقب "المناضل" وعندما ينبذك الناس تكون قد منحت نفسك لقب "المغفــل"


-        الوطــن يقســو علــى أبنـــاءه مثلمــا تأكل القــطط أطفالـــها !


-     البحث جاري عن المستحيل في هذا الصيف الكئيب .. البحث جاري عن ابتسامــة أو لحظــة فــرح !


-   كنـت أقـف خارج تلـك الزنزانـة الصغيــرة أتأمــل اثنتـا عشـرة رأسـاً منسيـة ..  تلعثـمت فـي الكـلام  وأنا أبحلـق فـي الفـراغ ..  صبــاح الحريــة


-  هناك خارج ذلك المبنى بمجمع المحاكم لمحتكم وأنتم تخرجون مرفوعي الرأس والأصفاد بايديكم وهمست: هناك خطأ ما يحدث في بلادي !


-  هناك خارج تلك الزنزانة الصغيرة عجزت بالنظرعلى تقاطيع وجهك يا إسماعيل لكي لا تهتز صورتي المعهودة عن شجاعتي المصطنعة ..  فليصبرنا الله


-       أبحث عن وطن بديل لن يوجعني طعنة خنجره الأصيل !


-      أبحث عن وطن بديل لا أرى فيه كل هذا السواد الذي يحيطني الآن !


-        بداخل سجــن سمائـــل .. هنـاك مـن الأنيـن ما يجعلني أقـف لحظة شـرود وألتزم الصمـت .. ولكــن ليــس طويــــلا 


-        أحاول أن أدندن وأطرب وأدعي اني سعيد .. أحاول أن أطير فوق سحابة الحزن .. أحاول البقاء في حياة لا معنى لها .

سلسلة حرائر الربيع (2): ميشني: قصة إعاقة وظلم




سلسلة حرائر الربيع
سلسلة من اللقاءات مع مجموعة من النساء المناضلات والمدافعات عن حقوق الإنسان
في هذا الجزء من سلسلة اللقاءات التي تقوم بإبراز بعض المدافعات عن حقوق الإنسان من مختلف دول العالم وتسليط الضوء على أهم الشخصيات النسوية الاستثنائية، وطبيعة أنشطتهن، ونضالهن، وتضحياتهن ومطالبهن لأجل إحداث التغيير في دولهن منها تحقيق العدالة، ونبذ العنصرية، والقضاء على الفساد، والسعي من أجل خلق حياة أفضل في مجتمعاتهن، والمخاطر التي يواجهنها في سبيله.
سنتعرف من خلال هذا الحوار على شابة بنجلاديشية مناضلة تدعى (ميشني)، ورغم أن هذه الشخصية التي تمتلك قلبا رؤوفا، ووجه طفولي، وجسد هزيل، لكنها تستقبلك دوما بابتسامتها المضيئة ووجهها البشوش، وهي تسابق حركة دوران عجلات مقعدها المتحرك، لكي تصافحك بيديها المجروحتان، بحيث يصعب بمن لم يلتقي بها من ذي قبل، بأن يشعر عن مدى ما تتكبده هذه المناضلة من صعوبات وتحديات، وحجم العمل الذي تساهم فيه، والمخاطر التي تواجهها لأجل رفع الظلم والتخفيف من قساوة الحياة لمن هم بأمس الحاجة اليه .

عرفينا بنفسك ؟
أنا اسمي ميشني أشرف، بنجلاديشية الجنسية، أبلغ من العمر (36) سنة، ومدافعة عن حقوق الإنسان من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، حاصلة على درجة الماجيستير تخصص المحاسبة، ورئيسة لمؤسسة خيرية التي قمت بتأسيسها، والتي تُعنى بتنمية المرأة المعاقة وتحمل اسم: (Women Disabilities Development Foundation)
هل لازمتك الإعاقة منذ الولادة ؟
لا، بل لقد وقع لي حادث، عندما كنت في الثالثة عشر من عمري، وحدث ذلك في يوم ماطر، عندما كنت أنشر الغسيل على سقف بيتنا، وسقطت من هناك، وأصبت بإصابات بالغة و كسور وأصبحت منذ ذلك اليوم مقعدة .
وكيف أثّر ذلك الحادث على حياتك ؟
من دون شك فقد تغيرت حياتي رأسا على عقب، ولقد حدث كل ذلك بشكل مفاجئ، وذلك عندما وجدتُ نفسي بين ليلة وضحاها قد أصبحت من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. فقد ساءت حياتي أكثر مما كانت عليه من ذي قبل، خصوصا مع عدم توفر أية خدمات لفئة المعاقين في منطقتي، وأهمها التعليم. بالإضافة الى وجود الحواجز العمرانية والمجتمعية والنظرة الدونية للمعاقين .
وكيف واجهتِ كل هذه الصعوبات ؟
استطعت تجاوز كل ذلك بفضل والدي ووقوفه بجانبي ومساندتي، حيث تحمل كافة النفقات ونقلني للعيش الى العاصمة (دكا) لأجل الحصول على التعليم وتكملة دراستي الجامعية هناك. كما أنني لم أتمكن طوال فترة دراستي من العودة الى منطقتي للعيش فيها الى أن قام والدي، وعلى نفقته الخاصة، بتوفير التسهيلات العمرانية اللازمة للمعاقين في الكلية التي التحقت فيها لاحقا. وبعد الانتهاء من دراستي الجامعية عدت للإقامة في العاصمة (دكا) لدراسة الماجستير .
وكيف تحولتِ إلى مدافعة عن حقوق الإنسان ؟
الذي جعلني أنخرط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، هو بسبب ما عانيته بشكل شخصي منذ إصابتي بالإعاقة. فلقد لمست تغيير كبير في المعاملة وعانيت كثيرا بسبب التمييز، وخصوصا كوننا فتيات ونساء. لأنه في بلدي بنجلاديش، يتم اضطهاد المرأة بشكل عام فما بالك لو كانت معاقة، حيث يتم اضطهادها بشكل لا إنساني، وذلك لأسباب عديدة لا يمكنني حصرها هنا جميعها، لكن سأذكر بعض منها، مثل نبذ الفتاة المعاقة من قِبل أسرتها، والعنف الجسدي والنفسي، والجهل بسبب الحرمان من حقها في التعليم، وبالتالي فإنه من النادر جدا أو من شبه المستحيل أن تحصل هؤلاء النسوة على وظائف ملائمة. كما انه تعيش هذه الفئة تحت خط الفقر والمرض وفي ظروف قاسية للغاية والعديد منهن يتعرضن للتحرش الجنسي والاغتصاب وعدم الزواج مما يؤدي بإصابتهن بأمراض نفسية كالإحباط واليأس وكل هذا يقابله تجاهل تام من قِبل الساسة و من أصحاب القرار.
وما هي مساهماتك من أجل إحداث التغيير؟
أثناء إقامتي في العاصمة (دكا) تطوعت للعمل في جمعية خيرية التي ترعى قضايا المعاقين، وبسبب إيماني بضرورة التركيز على قضايا المرأة بشكل أكبر اقترحت على الإدارة بتأسيس قسم خاص يهتم بقضايا المرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة فوافقت الإدارة، وبالفعل تم تأسيس القسم الذي أشرفت عليه. وبسبب حجم العمل والمسؤولية الكبيرة التي كانت على عاتقي شعرت بالحاجة الماسة بتأسيس جمعية مستقلة التي تُعنى بقضايا المرأة من هذه الفئة ولهذا قمت بتأسيس الجمعية بعد أن اكتسبت الخبرة والمعرفة بكيفية إدارة مؤسسات المجتمع المدني.

وكيف كان عملكم  بعد تأسيس الجمعية ؟
في البدء واجهتنا الكثير من الصعوبات والتحديات أهمها عدم توفر الموارد المالية، فبرغم إمكانياتنا البسيطة بدأت إدارة الجمعية بتنفيذ مهامها من خلال انتقاء أولوياتها. وكان التعليم على سلم تلك الأولويات، وبدأنا بتوفير الأدوات المدرسية للفتيات لكي يتمكن من التعليم والاستمرار فيه. كما أسسنا فريق خاص لدعم النساء والفتيات من ضحايا الاغتصاب والتهميش، وبمتابعة قضاياهن في مراكز الشرطة والمحاكم وأوضاعهن المعيشية. كما أطلقنا حملة للمطالبة بتعديل القوانين المجحفة في حق المرأة المعاقة.
وما هي الحالات التي قامت الجمعية بالدفاع عنها ؟
سوف أعرض عليك بعض الحالات لكي تتضح لك الصورة بشكل أكبر.
في عام 2005 توجهتُ مع فريق من الجمعية الى إحدى مراكز الشرطة لأجل رفع دعاوى قضائية ضد اغتصاب بعض الفتيات من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، لكنه قوبلنا بالرفض والاعتذار بعدم قبول تلك الدعاوي بحجة غياب المسؤول المختص بالمركز. وقررنا البقاء هناك لحين مجيء ذلك المسؤول، وانتظرنا طويلا حتى اقترب الوقت الى منتصف الليل، وفور وصول ذلك المسؤول والذي بدا لي بأنه قد تأخر عمدا على أمل بأن يجدنا لحظة وصوله قد غادرنا المركز! ولشدة دهشتنا بدأ بتوبيخنا أنا وزملائي بل وقام بتهديدنا قائلا بأنه في حال لم نترك ذلك المكان حالا فسوف يقوم هو برفع دعوى قضائية ضدنا لكي يمنعنا نهائيا من العودة مجددا الى هناك! ومن ثم وجه حديثه مباشرة نحوي واصفا إياي بأنني شخصية سيئة وغير مشرّفة. علما بأن مراكز الشرطة تحكمها النخب السياسية وأعضاء من البرلمان، وبالتالي فإن رجال الشرطة يخشون من ردود الفعل الغاضبة التي ستخرج من تلك الشخصيات المتنفذة وهناك احتمال بأن يتسببون بفقدهم لوظائفهم. لأن قبولهم بتسجيل تلك الدعاوي وتوثيق تلك الجرائم ستعتبر دلائل وبراهين على قصورهم من أداء مهامهم ومسؤولياتهم مما قد يؤثر لاحقا على نتائج الانتخابات كما سيتعرضون للإحراج والمسائلة الدولية.
ومثال آخر، عندما وقعت جريمة اغتصاب جماعية لفتاة معاقة لديها يد واحدة، ولقد تضررت تلك الفتاة لدرجة أنها أصيبت بالشلل المؤقت والعجز عن الحركة والمشي لفترة طويلة من شدة الإصابة. وعندما قررنا التوجه الى مركز الشرطة لتقديم البلاغ تم قطع الطريق علينا قبل وصولنا للمركز من قِبل رجال مسلحين مجهولين وملثمين الذين قاموا بتهديدنا بل وجّه أحدهم حديثه نحوي قائلا: اذا قمت برفع دعوى قضائية عن ما حدث فلن تعودي الى (دكا) على قيد الحياة.
وأيضا حاولت برفع شكوى ضد اغتصاب فتاة معاقة أدى الى حملها من مغتصبها ولقد اعترفت لنا الفتاة بأن الجاني هو صاحب المنزل الذي كانت تعمل فيه خادمة. ومجددا رفضت الشرطة قبول الدعوى وأثناء قيامي بزيارة الضحية قام مسؤول القرية بحضور اللقاء مع صحفي مدفوع الأجر كشاهد ضدنا! وقلت للصحفي بأنني سوف أشكيك لأنك تدافع عن من يعذبون ويغتصبون المعاقين .
وهل حققتِ أي تقدم بعد كل هذا النضال المرير؟
 بالنسبة للحالة الأخيرة، فقد نصحني الشرطي في مركز الشرطة بوضوح تام بأن لا أقوم بإضاعة وقته ووقتي قائلا: اسمعي أنا لدي خبرة طويلة في مثل هذه القضايا وأؤكد لكِ بأنها سوف تغلق مثل القضايا التي سبقتها بأن تتهم الفتاة بأنها عاهرة. لكنني لم آخذ بنصيحته وصممت على رفع الدعوى وهددت الشرطي انه في حال لم يقم بقبول الدعوى فسوف أتبنى حملة مناصرة وسوف أدعو فيها جميع المعاقين في بنجلاديش وعددهم كبير جدا بالتبرع لجمع تكاليف إجراء فحص إثبات الأبوة (DNA) لأجل إثبات أبوة الجاني وبالتالي ستصبح قضية رأي عام ويتطلب منه بتحمل العواقب، وقام الشرطي بتسجيل الدعوى على مضض.
وللتوضيح فقد اضطررت إلى اتخاذ تلك الخطوة لأجل إنقاذ حياة تلك الفتاة الضحية، على اعتبار أن قبول مركز الشرطة بتسجيل الدعوى ستساهم بحماية تلك الفتاة من احتمالية قتلها، لكونها يتيمة وليس لديها أهل أو مكان لكي تلجأ اليه، وبالتالي فيستطيع ذلك المجرم المغتصب بالقدوم على قتلها حيث كانت تعمل عنده كخادمة منزل لإدراكه التام بأنه لن يطالب أحد بدمها أو يسأل عنها. ولقد نجحنا بعد صراع طويل ما بين مراكز الشرطة والمحاكم من استرداد حق تلك الفتاة .
وماذا يضيف لك خروجك للمجتمع الدولي ؟
أحاول من خلال هذه المشاركات الحصول على الدعم والتأييد والمناصرة لأجل الضغط على الساسة في بلدي للاهتمام بقضايا المرأة المعاقة وحمايتها من الظلم والعنف الشنيع الذي تتعرض له في بنجلاديش.
إنتهى.
أجرت الحوار: حبيبة الهنائي
دبلن – 11 أكتوبر 2013
تم نشر هذا اللقاء في مجلة الفلق الإلكترونية: http://alfalq.com/?p=6019

الأحد، 1 ديسمبر 2013

فيسبوكيات وتغريدات (1)


مع إقتراب نهاية العام 2013 أعرض عليكم في مدونتي مقتطفات من بعض التغريدات والمنشورات التي نشرتها خلال هذا العام سواءا بالفيسبوك أو بالتويتر والتي أرجو أن تنال إعجابكم. علما بأنني تعرضت خلال عامي 2011 و 2012 الى سلسلة من الإختراقات لحساباتي السابقة والتي تجاوزت عددها (6) إختراقات مما أدى إلى فقدي لأرشيف طويل الذي كان يضم العديد من كتاباتي وآرائي منذ أن بدأت بالتدوين في يناير من العام 2009 .. قراءة ممتعة


خواطر:


لا تبكيني بعد رحيلي على جدارك الصمّاء ..
لا ترثيني على حجر قبري بدموع الوداع ..
فما جدوى سكب حروفك لميتٍ وكفن ..



وسط زحمة التغريدات وضجيج المقاطع وانتحار المنشورات وإدراج الروابط،  يتجمد ] التايم لاين [ لحظة مرور اسمك ..



قتلته في يقظتي فاجتاحني بــ منامي ..



إذا كنت تنشد بعض المواساة أحط نفسك بمن هم أقل منك حظاً.



الكثير من الأوجاع التي تسكننا هي ليست بسبب الهجر انما من طعنة الغدر.



أُحيط نفسي بالساعات رغم عدم مبالاتك بفارق التوقيت !



كيف لي أن أجد الوحدة موحشة مع كل هذا الضوضاء الذي يسكنني !



لا ترد الخيانة بالخيانة، فالأولى هي خيانة لك، والثانية هي خيانة لذاتك .



اللحظة الوحيدة التي يشكك فيها الرجل برجولته، ويتسائل فيما لو كان قد بلغ سن الرشد أم لا هي .. عندما تبلغه صديقته بأنها حامل .. منه !



الإفراط في الإيجابية يجلب التخمة من الخيبات .



الحرية عن التعبئة منتهية الصلاحية !



زيديني نكدا زيديني يا أسوأ نوبات سنيني زيديني !



إلى الراحلان أمي وأخي حافظ .. جسدي هائم على سطح الآرض، وروحي دفين في باطنها .. معكما  



هناك في الحياة الأخرى
خلف أسوار الألم والأنين ..
قد نلتقي من جديد وقد نبدأ من جديد ..
فقط هناك وليس هنا



ألم أقل لك بأنه لا يفترض منا أن نكبر، ألم أكن محقة بأن الوجع سيكبر يوما ويتضخم !



أنبش بداخل خزانتي العتيقة، ومابين ملفاتي المغبّرة،  وبأعماق سرداب المشاعر .. أبحث عن رسالة حب صادقة، تسلمتها يوما من يده المرتعشة !



احترزت من كل العالم عدا سواه، فتلقيت الطعنة القاضية برحابة صدر !



لو الكل فعل الخير ورماه البحر لإمتلئت البحار بالخيرات .



لو كنت تبحلق كثيرا على سقف غرفتك قبل نومك فاعلم بأنك لا ترى سوى ظل وحدتك .



عندما أراد أن يكون كوكبا تدور من حوله النجوم نسي بأن يحتاط لظاهرة الإحتباس الحراري !



كم وكم أتسائل .. لو خرجت يوما فتوى تسمح بشراء الحيوانات المنوية ..
كم وكم من الزوجات ستقذف بأزواجهن من أقرب شباك ..
وتعشن حياة الوحدة بسرور مع أطفال الأنابيب !



إذا الوقت لـم ينصفـك فالزمـن سيفعـل .



بما أن فكرة إعطاء الفرصة الثانية لم تنجح مع البشر لذا سأعاود تجربتها مع البغال !



لقد تعمدت بتدمير كل المسارات التي ستعيدني اليك .. لكي لا أتبعها في لحظة ضعف !



شرفة مطلّة على البحر ..
و كوب شاي بالزنجبيل ..
 ووجهك ..
هو كل ما أحتاجه في كل صباحاتي



حاول بأن لا تفرغ كل لحظاتك الجميلة على الورق وأحتفظ ببعض منها في الذاكرة لكي تستعين بها في الأيام القاحلة .



إليك ..
ستُنهك يا صاحبي لكنك ستعود
ستعود يا صاحبي مُجهد الجسد والروح
ستعود يا صاحبي رغم كل هذه الجروح



نتمنى أن نكون مخطئين عندما نخشى من مواجهة مرارة الحقيقة.



رأيت ملامح ساحرة شمطاء ..
تتزين بوجه حسناء ..
رأيت وجه حسناء ..
تزرع بذور الشر ..
رأيت ضحايا أبرياء ..
 يتجرعون مرارة الألم !



انها تلك اللذة المحرمة من علبة الشوكولاتة، التي تقلل من بعض البؤس، وتزيد من السعرات الحرارية !



أترك باب قفصك مفتوحا .. فلربما أراد طائرك الفار بالعودة يوما !



قتلته في يقظتي فإجتاحني بمنامي !



كلما غادرني يبدو لي بأنه الوداع الأخير ..
و يعود بعد غياب ونبدأ قصة حب من جديد



هناك في ركن من بيتي ..
تحت ظلة ..
لمحت زهرة باكية ,,
حزينة ..
ﻻنها لم يبتلها المطر



ربمـا صـوت هـذا المطـر ..
الـذي أيقـظ الشجـن ..
و ضاعف من الولـه ..
سيجعلنـي أقولـها لك ...
أقول ربمـا !



من المؤلم أن تكتشف بأن أحاسيسك قد أصابها التنمّل ..
ولم تعد تشعر شيئا .. كالجثة الهامدة لحظة غسلها


من المؤلم أن تعي بأن وحدتك هي أفضل خياراتك ..
كالأم التي فضلّت عشيقها بدلا عن صغيرها !


من المحزن أن ترى أحلامك تنكسر لحظة اصطدامها بك  .. بك انت  !
كعروس لا يشتهيها حبيبها  !


من الموجع أن تذرف دموع الأسف وليس الندم  ..
كاللص الذي فجّر خزنة مفتوحة  !


يا لوجع  طعنة الأصدقاء، رمز الإخلاص والوفاء  ..
كشارد يتنصت لآهات حبيبته وهي بين أحضان أبيه  !


كم هو مهين أن تضعين أحمر الشفاه ، لأجل الفوز بوظيفة  ..
كعاهرة بائسة ] تنزف [ وتدعي الذروة !



لم يتبقى من العمر ما يكفي لكي أعيد حساباتي معك، لذا سأترك كل ذلك للآلة الحاسبة  !




انتهى.