نقوشٌ على جدار واسعٍ

الاثنين، 26 مايو 2014

الخادمة .. سأسافر يا أماه



سأسافر يا أماه .. 

وداعا

قد أعود في غضون أشهر 

وقد لا أعود 

انظري الي يا أماه

هاهي التأشيرة 

ألوحها في يدي 

دفعت ثمنها يا أماه

للذئابة والانتهازيين

بعت كل ما أملك يا أماه

لأجل التأشيرة 

ذهبي القليل وراتبي الضئيل

حصيلة سنوات عمري يا أماه

من خدمة البيوت 

وكل ذلك لم يكفي يا أماه !

لم يكفي لشراء التأشيرة 

فبعت لهم جسدي 

لا تقلقي عليّ يا أماه 

فهل لأمثالنا خيار آخر ..

لأجل البقاء ؟

 قد أعود وأنا مفعمة بالحياة 

والمال ..

وقد لا أعود

وقد أنتهي مع أسرة لطيفة 

وزوجة رحيمة


وطفل جميل، سيلهيني عن فراق ابني

أمين

لكن كيف أتصرف يا أماه ؟

لو عاد زوجها يوما 

من عمله قبل الميعاد !

لكي يلتهم جسدي

هل ألتزم الصمت يا أماه ؟

لأجل حفنة من الدراهم 

التي سيلقيها علي

 قد تنجيكِ من وهن مرضك يا أماه

ويريحك من سعالك الحاد 

الذي يسكنني

وقد يغويني الشيطان يوما يا أماه

وأسرق منزل سيدتي 

وأهرب من هناك

وقد أنتهي مع أسرة قاسية

أعمل منذ بزوغ الفجر 

وحتى آخر الليل

ورب المنزل يضربني 

وزوجته تشتمني

 وأبناؤهما يركلونني

وسأهرب من هناك يا أماه

وأتوه بين أجساد العمال 

االقذرة

فهل لأمثالنا خيار آخر يا أماه ..

لأجل البقاء ؟


قد أمارس الدعارة يا أماه

وقد .. وقد

أنتهي في السجن

وينقطع خبري عنك يا أماه 

قولي لإبني أمين

بأني مت في حادث سير

الخمس سنوات كفيلة بنسياني يا أماه

فهل لأمثالنا خيار آخر ..

لأجل البقاء ؟

قد أعود اليك جثة هامدة 

في تابوت رخيص

تجمّدت في ثلاجة 

مجهولي الهوية

فهل للخادمة خيار آخر يا أماه ..

لأجل البقاء ؟


إبنتك سيترا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق