نقوشٌ على جدار واسعٍ

السبت، 20 سبتمبر 2014



على هامش بيان المقرر الخاص للأمم المتحدة

بشأن الحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات في ختام زيارته لسلطنة عُمان 

 

نشر في مجلة مواطن:  http://www.mowatinoman.net/archives/2044 

 

حبيبة الهنائية سبتمبر 19, 2014


عقد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات السيد ماينا كياي وفريقه مؤتمرا صحفيا في ختام زيارته الرسمية للسلطنة، وذلك في يوم السبت الموافق 13 ايلول/ سبتمبر 2014 بفندق ايبيس مسقط. ولقد حضر المقرر الخاص وفريقه الى السلطنة بدعوة رسمية من الحكومة العُمانية والتي استمرت في الفترة من 8 – 13/ أكتوبر 2014. ولقد قام السيد كياي بعد الانتهاء من إلقاء البيان الذي وصفه بأنه ]مبدئي[ بالإجابة على أسئلة الصحافة والحضور. وعلى الرغم من أن المؤتمر الصحفي لهذه الزيارة الرسمية كان مفتوحا للجمهور، لكن لم يتم الإعلان عن موعد عقد المؤتمر للعامة من أية جهة كانت، كما كان الحضور متواضعا حيث اقتصر على بعض أعضاء اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وممثل من وزارة الخارجية والصحفية فاطمة العريمي من رويترز، وقلة من الحضور والملفت للإنتباه هو غياب أعضاء مجلسي الشورى والدولة!. أما بالنسبة لشخصي؛ فلقد تلقيت الدعوة لحضور المؤتمر عبر البريد الالكتروني من مكتب المقرر الخاص، وفور استلامي لها قمت بنشرها في جميع حساباتي الشخصية عبر وسائل التواصل الإجتماعي بالتويتر والفيسبوك والانستغرام؛ لأجل إعلام المهتمين عن موعد عقد المؤتمر؛ ورغم ذلك لمست عزوفا كبيرا في الحضور، حيث لم يأتي للمؤتمر أي من الناشطين الذين قابلهم المقرر الخاص رغم أن موعد المؤتمر تم عقده في يوم السبت، وهو يوم اجازة نهاية الاسبوع .

شهد المؤتمر الصحفي غيابا واضحا من قبل كافة وسائل الإعلام المحلية سواءا المرئية أو المسموعة والمقروءة. كما شهد غيابا من جانب الصحف والمجلات الالكترونية المستقلة مثل الفلق والبلد ومواطن وغيرها؛ وفي المقابل قام فريق المقرر العام بعمل تغطية صوتية مباشرة عبر الشبكة العنكبوتية؛ وذلك لعدم توفر خدمة السكايب مثلما صرح المقرر العام في بيانه الرسمي قائلا: "أن استخدام تكنولوجيا الاتصالات في كل مكان في العالم تعتبر من المسلمات، إلا أنها مثل سكايب غير متاحة في سلطنة عمان.  وهذا شيء أستطيع أنا وفريقي أن نشهد به".


قراءة في بيان المقرر العام:
اتسم التقرير الذي وصفه المقرر الخاص بأنه بيان ]مبدئي[ بالكثير من الشفافية، وتطرق إلى نقاط حساسة وواقعية، ورغم القلق الذي انتاب كثير من النشطاء عن مدى المصداقية التي سيخرج بها الفريق الأممي؛ نظرا لتمتع هذه الزيارة بالصفة الرسمية؛ لكن تبددت هذه الشكوك مباشرة بعد الإعلان عن البيان الذي كان من وجهة نظري منصفا، ولم يتأثر أعضاء الفريق الأممي بالكرم العُماني الرسمي وببشاشة المسؤولين لدرجة قيام المقرر الخاص بالاعلان عن اعجابه الشديد بالحلوى العُمانية اللذيذة رغم أن نكهة البيان ربما لم يخرج بنفس ذات الطعم في رمق المسؤولين.
وعليه آمل من الجهات المختصة بأن تتمعن جيدا في قراءة كل ما طُرح  عبر هذا البيان، وأن تجيد هذه المرة القراءة بين السطور، من خلال إعادة حساباتها عند التعامل مع هذا الحراك المدني والسلمي وعدم المكابرة؛ لأن كل المؤشرات تؤكد استمراريته، وأنه لن يشهد أي تراجع في المرحلة المقبلة كونه أحد أهم المطالب الأساسية للمواطنين لأجل التغيير والاصلاح منذ أحداث 2011. واليوم لم نكن سنصل بما نحن عليه الآن إلا بسبب سوء إدارة هذه الأزمة، والتي تسببت بخلق شرخ كبير بين المجتمع والسلطة وأدت إلى فقدان الثقة.

كما يجب أن تكف الأجهزة الأمنية عن محاولاتها المستمرة كتم أصوات الناس وترويعهم وتهديدهم والتشهير بهم وتخوينهم، وأن توظف خبرتها وطاقاتها الشابة الواعدة في أداء مهتمها الوطنية، ورسالتها الشريفة لكي تعيد كسب ثقة المواطن بدلا من ترويعه. كل هذا لكي لا ننتهي مجددا الى هذه النتيجة المؤسفة والمخجلة لنا نحن كعُمانيين من إحراج لسمعة البلد، واهتزاز مكانتها بالمحافل الدولية، وهي التي قامت بالتصديق على العديد من المعاهدات والإتفاقيات الدولية والتي اتضحت جليا بأنها تخالفها عند مقارنتها مع قوانيننا المحلية، وسعيها بتمويه هذه الحقائق واخفاءها عن العامة من خلال توظيف اعلامها الموجه ولجانها الرسمية مثل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، والتي ومنذ تأسيسها ساهمت في انتهاك حقوق الكثير من المواطنين من خلال بياناتها المجحفة. ولا انسى الخيبات التي نصاب بها كل يوم من أعضاء مجلس الشورى الذين قدموا للمقرر العام صورة مغايرة لما يغردونه في حساباتهم الشخصية. وعليه أحمّل جميع هذه الجهات المسؤولية المباشرة لما وصلنا اليه من جفاء وفتور بين أبناء هذا الوطن الغالي، وعلى الجميع فتح باب للحوار لأجل احتواء جميع الأصوات. وفي الحقيقة آمل بأن يحدث هذا سريعا كون أن الوقت ليس في صالحنا الآن، واعتبار هذا البيان المبدئي المخجل لنا كعُمانيين جرس إنذار لأجل تصحيح المسار، والأخذ بالنصح والمقترحات التي شملت هذا البيان قبل أن يُطرح بشكل نهائي في جنيف في شهر يونيو من العام القادم. ومن وجهة نظري فإن المقرر الخاص وفريقه نجح بقراءة الأحداث والمتغيرات بشكل دقيق خلال المرحلة السابقة والحالية عندما صرح في بيانه قائلا:
“أعتقد أن أحداث 2011و 2012 كان لها تأثير عميق على نفسية الكثير من العمانيين إلى يومنا هذا. بينما يسود شعور بالخوف؛ أثارت الاحتجاجات عملية لا رجعة فيها نحو المطالبة بمزيد من الحريات. وأعتقد أن الوقت قد حان لتعميق الحوار بين السلطات وأصحاب المصلحة في المجتمع؛ من أجل نزع فتيل مشاعر الغضب، وعدم الثقة والاستياء.”

وقام المقرر الخاص بعد انتهاءه من قراءة البيان بالاعلان قائلا: ” وأذكّر بأنني الآن خرجت بإستنتاجات أولية فقط، وأننا من الآن وحتى شهر يونيو 2015 سنكون بصدد إعداد التقرير الختامي لذلك؛ فسوف نظل مستعدين للإصغاء الى أية تعليقات أو معلومات أو تصحيحات أو اسهامات تقدمونها لنضيفها الى التقرير. وأود أن أؤكد لكم أننا سنشاطر مع حكومة عُمان النسخة النهائية للتقرير، ونظل على استعداد لتسجيل آخر المُدخلات التي لديها ما يقارب الشهر التام قبل يونيو 2015.

ومن ثم فتح باب للأسئلة، وتسائل المقرر الخاص فيما لو كان بين الحضور صحفيين أو ممثلين من وسائل الاعلام، ورفعت الاعلامية فاطمة العريمي من رويترز يدها التي بدأت بإلقاء أسئلتها.

*ملاحظة: الترجمة الآتية للأسئلة والأجوبة من اللغة الانجليزية الى العربية هي اجتهاد شخصي وغير رسمي.



جانب من صور المؤتمر الصحفي

- السؤال (1) للاعلامية فاطمة العريمي: كيف بإمكان الرأي العام المساهمة بآراءهم حول هذا التقرير ؟

- المقرر الخاص:” هناك مواقع على الشبكة العنكبوتية بإمكان أي شخص لديه آراء أو معلومات أو تعقيب أو تصحيح للبيان ارساله الينا عبر العناوين التالية :
freeassembly@ohchr.org
freeassembly.net”

- السؤال (2) للاعلامية فاطمة العريمي: دائما ماينتاب الرأي العام ذلك الشعور، وهو عندما يأتي شخص ما من الخارج لن ينجح في الحصول على الصورة الكاملة، وبالتالي فهناك فرضية أن يكون توثيقه مبني على تجربته الشخصية ، وسؤالي هو كيف توازن بين هذه الأمور أو كيف تفرق بين ما هو واقعي  أم مجرد مظهر كاذب؟؟

- المقرر الخاص: “أما عن سؤالك الثاني، حول كيفية خروجنا بهذا التقييم في البيان من خلال زيارة قصيرة والتي استغرقت أسبوع واحد فقط. أعتقد أحيانا عندما لا تتواجد بداخل المطبخ وتنظر من الخارج ربما سيكون لديك قراءة أكثر موضوعية لما يحدث هناك. نحن قرأنا كثيرا، ولقد أطّلعنا على العديد من الوثائق، كما قابلنا مختلف الناس بهدف سماع جميع الآراء. وبالنهاية يكون حكمي مبني بما سمعته فيما لو كان هو مقبول وواقعي أم لا .

في الواقع أن الحكومة كانت واضحة معي بأن معظم الآراء والشكاوي التي وصلتني من النشطاء هي ليست صحيحة، وهذا رأيهم، قد أوافقهم وقد أعارضهم. لكن في النهاية سوف أبحث أكثر في هذا الأمر، وهذا تماما ما يفعله القاضي، حيث لا يتطلب من القاضي التواجد في موقع الجريمة لإتخاذ القرار، لكنه يستمع ويبحث ويقرأ ويتقصى الحقائق ومن ثم يبنى قراره على هذا الأساس، وهذا ما أنوي فعله والأهم هو أن أكون مؤمنا بقراري؛ فليس من أهدافي الوصول الى نتائج سلبية. لأنه من المفترض أن تكون زيارتي الى هنا، واعدادي لهذا التقرير لهدف بنّاء، ولكي يساعد عُمان بالمضي قدما للأمام. وأظن أن الحكومة صرحت بشكل غير مباشر من خلال دعوتي الرسمية إلى هنا بأنها بحاجة للمساعدة وبحاجة الى التقييم. ودائما ما تكون المهمة سهلة عند التركيز على الجوانب الايجابية؛ لكن الصعوبة عندما يتطلب مواجهة التحديات وتحديد نقاط الضعف، وهي التي ستساعد الأفراد والمجتمعات للتقدم والنماء. لأنه ما الجدوى عندما تتأمل نفسك في المرآة، ومن ثم تقول عن نفسك كم أنا جميل؛ بينما تتجاهل البثور المنتشرة على وجهك”.  

- السؤال (3) للاعلامية فاطمة العريمي: لقد صرحت بأنك أجريت العديد من المقابلات مع المحامين والمسؤولين والنشطاء، هل قابلت أشخاص في المجال الاعلامي أو من وزارة الاعلام؟ لأنه أحد أكبر المخاوف هو الاعلام. مثلا لا يُسمح لنا بالتظاهر؛ لأننا نخشى بما سيكتب عن عُمان بالاعلام الخارجي، فلا أعتقد لو كانت التغطية محلية فقط كانت ستواجه بالممانعة لكن مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي ووضع احتمالية ذكر عُمان في الاعلام الدولي حينها أصبحت مشكلة، لهذا أود أن أعرف فيما لو قابلت أي أشخاص في المجال الاعلامي. وشكرا .

- المقرر الخاص: “بخصوص الإعلام، نحن لم نقابل وزارة الاعلام لكن قابلنا مدوّنين ويعتبر المدوّنين جزء من المجتمع الاعلامي، لأن المجال الاعلامي قد توسع ولم يعد يقتصر فقط على الصحافة والتلفزيون والاذاعة؛ بل أصبح يشمل الإنترنت ويشمل المدوّنين ولهذا قابلتهم.  ولمزيد من التوضيح، أن جانب الحرية في التعبير عن الرأي هو ليس من ضمن اختصاصاتي، وهناك مقرر خاص مختص بهذا الشأن وهو يقوم بتغطية هذا الجانب، وأنصح الحكومة بدعوته كما أدعو وسائل الاعلام بالضغط واقناع الحكومة العُمانية بدعوته؛ لكي يجري تقييما في مجال الاعلام.  لكن ما أنا متيقن منه هو أننا جميعا نتابع ما يحدث حول العالم، ونتبادل المعلومات وعملنا مشترك، وسوف أتحدث مع المقرر الجديد وأضعه في الصورة وأشجعه لتقديم طلب لدعوته لزيارة عُمان.

أما بخصوص ملاحظتك حول ماذا سيقول الاعلام الخارجي عن عُمان؟. العالم اليوم لم يعد كما كان بالماضي، فالعالم اليوم فضاء مفتوح، والذي كان يُعتبر سابقا محلي فحسب أصبح اليوم شأن دولي. ويتطلب أن نتقبل هذا الوضع ونسعى للانفتاح على العالم، كما أنه حتى لو علم المجتمع الدولي بما يحدث هنا؛ فليس هذا بالأمر السيئ؛ لأننا مجتمع مترابط، وسنظل مترابطين إلا اذا كانت عُمان ترغب بالعودة والعيش في الفترة ماقبل عام 1970. وهذا هو واقع الحياة، وبالتالي كلما فرضنا قيود على الناس ستجد وسائل أخرى للإلتفاف عليها؛ ومن وجهة نظري أن الانفتاح أفضل من الانغلاق؛ لأن الناس قد يجدون ا وسائل أخرى للتواصل وربما لا تكون دائما جيدة أو سلمية”.

مداخلة (حبيبة الهنائي):
- اسمي حبيبة الهنائي، والمفترض أني ناشطة حقوقية؛ لكن للأسف لو ذكرت هذا التعريف هنا فسوف يعتبر جريمة. هناك علاقة باردة جدا بين النشطاء والمسؤولين، والدليل لم يأت أي من النشطاء لحضور هذا المؤتمر. نحن هنا معزولون عن العالم و يُنظر لكل من يبادر بالاتصال بالمنظمات الحقوقية الدولية بأنه خائن للبلد، وأنه ينوي الشر للناس. وفي المقابل صرحتَ في البيان بأهمية تشكيل مؤسسات المجتمع المدني، والتواصل مع المنظمات الدولية، وهذا الأمر حتى يومنا هذا غير مقبول هنا، رغم علمنا بأنه هناك منظمات حقوقية جيدة وأخرى سيئة مثلما هناك حكومات جيدة وأخرى سيئة. وتسائلي هو كون زيارتك للسلطنة رسمية؛ فهل سيؤثر ذلك على صياغة التقرير؟. رغم أن ما رأيته حتى الآن  لم يؤثر على ذلك لأنه انتاب الكثير من النشطاء الشكوك حول طريقة صياغة التقرير بسبب زيارتك الرسمية هذه. شخصيا أنا ضد عزل نفسي عن التواجد في المناشط التي تكون تحت مظلة الحكومة؛ لأنه يتطلب سماع وجهة النظر للطرف الآخر؛ فأحيانا قد يكونون هم على خطأ وأحيانا أخرى قد نكون نحن على خطأ؛ ولذا كنت أتمنى من جميع النشطاء الحضور اليوم والاستماع ومن ثم إتخاذ القرار . شكرا على هذا التقرير، وشخصيا أنا راضية عنه، وأعتبره منصفا وإذا كانت لدي أي ملاحظات؛ فسوف أرسلها لك.

- تعقيب المقرر الخاص على المداخلة:
- المقرر الخاص: “دعوني أضيف أمر آخر لاحظته ولم أقم بإضافته في التقرير المبدئي وسوف أضيفه في التقرير العام، وهو أن هناك حاجة ماسة لتدريب نشطاء حقوق الانسان وتعريفهم بالمنظمات الحقوقية الدولية، وكيفية استيعاب وفهم الاتفاقيات الدولية وآلية التوثيق، وكسب التأييد وإدارة الحملات؛ لأن هناك فجوة في مكان ما في البلد، وهذا لم يكن مفاجئ لنا وهو أمر مفهوم. كما لا أظن بأن النشطاء الحقوقيين في عُمان كانوا سيئيين بالعكس؛ فقد عملوا بشكل جيد، فقط هناك حاجة لكي يعملوا بشكل أفضل. وفي المقابل هناك أيضا حاجة ماسة لتوعية وتدريب المسؤولين الحكوميين، وأنا سعيد بأنه هناك برنامج تدريبي مشترك بين المفوضية السامية لحقوق الإنسان واللجنة الوطنية لحقوق الانسان؛ لكن كوني أعمل في هذا المجال لفترة طويلة أعلم جيدا بأنه ليس هناك من يحتكر الحقيقة أو أن يكون هو الذي دائما على صواب.  المهم هو عند ايمانك بأنك على صواب؛ فإن ذلك يتطلب أن يكون كل ذلك مبني على دراسة وبحث وتوثيق جيد، وأيضا أن تكون شجاع وجريء للإستمرار. ونحن نسعى من أجل أن نجعل ليس فقط عُمان بل العالم أجمع نسعى لأن يكون صديقا لحقوق الإنسان، وهذه القضايا موجودة بكل دول العالم ليس فقط بالدول العربية أو الإفريقية. مثلا كانت لدي مناقشات مرهقة مع الحكومة الكندية، وأيضا مع الحكومة البريطانية، وليس هناك مجتمع مثالي . كما أنه كلما كانت حقوق الانسان محترمة في المجتمع، كلما تراجع النفوذ لدى السلطة؟ وهذا هو الوضع الطبيعي وعُمان تمر الآن بهذا التحول”.

مداخلة السكرتير العام باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان:
- اتقدم بالشكر للمقرر الخاص السيد كياي، الواقع أننا استفدنا كثيرا من زيارتك  لسلطنة عمان، ونحن لسنا مجرد واجهة للإعلام، لكنني أدعو كافة النشطاء والذين لدهم رأيا مخالفا أن يأتوا إلى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وأن يعملوا معنا من أجل تحسين الأمور، إذا هذه الدعوة مفتوحة لهم بحضورك هنا لكي ينضموا الينا لأجل إحداث التغييرات الايجابية لصالح عمان.
- المقرر الخاص: “أعتقد أن دعوتك هذه رائعة جدا، ومثلما تدعوهم هنا؛ أنا أيضا أدعوك أنت كذلك بأن تبادر وتخرج إليهم وتلتقي بهم”.

- تعقيب اللجنة الوطنية: لقد حاولنا ذلك.

- المقرر الخاص: “عليك أن تواصل المحاولة!”.   

الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

حول مظاهرات دبلن لنصرة #غزة .. الشعوب وخيارات التغيير

 



  تم نشر المقال في مجلة مواطن: http://www.mowatinoman.net/archives/1886

مقدمة:


وعليه؛ فقد قامت العديد من هذه الشعوب تحت مظلة مؤسساتها الحقوقية والإنسانية بتنظيم سلسلة من المظاهرات والمسيرات والوقفات المنددة بالعدوان الغاشم على غزة، والبدء بتنفيذ العديد من البرامج والأنشطة الخيرية؛ بهدف جمع التبرعات لإغاثة الضحايا وأغلبهم من الأطفال والنساء والمدنيين. وقامت هذه المؤسسات بالتعاون مع عدد من الشخصيات المعروفة والمؤثرة بدولهم بالإعلان عن حملة دولية واسعة؛ لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية والتي تزامنت مع خروج آلاف المتظاهرين بتلك الدول في مسيرات حاشدة؛ لإظهار تكاتفهم مع غزة ومع القضية الفلسطينية، ولإعلان رفضهم لسياسات حكوماتهم الموالية لإسرائيل، ولتوعية الآخرين بالقضية الفلسطينية بهدف حشد التأييد والضغط على حكوماتهم بالإسراع لنجدة أهالي غزة، ووقف العدوان الإسرائيلي، واعتبار اسرائيل دولة ارهابية.

وخلال فترة تواجدي في ايرلندا، قررت المشاركة في بعض هذه المظاهرات والوقفات؛ لعدة أسباب أهمها:

أولا: لإظهار تكاتفي مع أهالي غزة والقضية الفلسطينية، وثانيا: لممارسة حقي في التعبير عن رأيي دون قلق أو منغصات من الملاحقات الأمنية، والتهديد الذي نواجهه في دولنا، بعد أن قامت الحكومات الخليجية بتجريم هذا الحق من خلال وضع قوانين مُجحفة، مثل: قانون منع التجمهر، وقانون المطبوعات والنشر وغيرها، والتي تخالف الاتفاقيات الدولية التي صدّقت عليها هذه الدول، وثالثا: لتقديم صورة مختصرة للمتابع العُماني حول ثقافة التظاهر التي تمارسها كافة شعوب العالم، بل وتُلاقى بالاحترام والتقدير من كافة شرائح المجتمع، وخصوصا الساسة كونها حق من حقوقهم، وهو ما يخالف الصورة المشوهة التي يحاول المشرع العربي ايهام الناس بها عن ما يُعرف بحق التظاهر، من خلال اتهام منظميه والمشاركين بجملة من الاتهامات “كالمخربين أو تخوينهم عبر إلباسهم التهم، كـتبنّي أجندات خارجية وزعزعة الأمن، ومحاولة قلب نظام الحكم”.

وكل هذا يتم مخافة تبعات مثل هكذا حراك، والذي قد يمتد دون أدنى شك إلى هذه الحكومات التي تخنق شعوبها خوفا من زوالها.








والجهات المنظمة لمظاهرات دَبلن لنصرة غزة هي:


المنظمة الايرلندية لمناهضة الحروب، والتحالف الايرلندي لأجل السلام والحياد، والاتحاد الايرلندي لنقابات العمال، وهذه الجهات تعمل تحت مظلة واحدة باسم: 
حملة التضامن الايرلندي الفلسطيني(Irish Anti-War Movement, Peace and Neutrality Alliance and the Irish Congress of Trade Unions)

   Ireland Palestine Solidarity Campaign – (IPSC)

وعنوان صفحتها على موقع التواصل فيس بوك : https://www.facebook.com/IrelandPSC?fref=ts



كما أن هذه الحملة تعمل مع شراكة مع المنظمين في لندن من خلال حملتها هناك، وهي:

Palestine Solidarity Campaign UK



وعنوان صفحتها على الفيس بوك : https://www.facebook.com/palestinesolidarityuk?fref=ts

 

وخلال تواجدي في دبلن ، قمت بالمشاركة في عدد من المظاهرات والوقفات، وهي:


- الوقفة أمام السفارة الإسرائيلية في دَبلن، وذلك في يوم الاثنين بتاريخ 14 يوليو 2014،وكان الهدف منها: التجمع خلال ساعات العمل الرسمي، وخلال فترة تواجد السفير الإسرائيلي وموظفيها.

- الوقفة أمام السفارة الفلسطينية، والتوقيع على كتاب الدعم يوم الأحد بتاريخ 27 يوليو 2014.

- سلسلة من المظاهرات التي نُظمت كل أيام السبت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، ولقد شاركت بالتواريخ الآتية:


26 يوليو و ( 2 _9 _16) / أغسطس / 2014.

التظاهرة الاسبوعية:


وقامت اللجنة المنظمة بالإعلان عن تنظيم مظاهرات اسبوعية؛ بحيث تقام في كل يوم سبت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ولصق المنشورات على أعمدة الإنارة بالشوارع العامة ومراكز التسوق بمختلف المواقع والمناطق الرئيسية بالمدن والقرى الايرلندية، علما بأن نقطة التجمع ووقت انطلاق المسيرة كانتا ثابتتان لا تتغيران -في ساحة الأسباير بوسط العاصمة دَبلن-، ووقت الانطلاق في الساعة الثانية ظهرا؛ بحيث تنطلق المسيرة مشيا على الأقدام لمسافة ثلاثة كيلو متر تقريبا الى مقر السفارة الاسرائيلية.

ويبدأ المنظمون بالتوافد الى موقع الحدث منذ الساعة الواحدة ظهرا؛ حيث تُرفع الأعلام الفلسطينية، وتُفتح الطاولات الخشبية المؤقتة. ويقوم المشاركون بتسجيل أسماءهم مع البريد الالكتروني؛ لكي يتم ارسال آخر الأخبار والمستجدات، كما تباع القمصان الخاصة بفلسطين والشماغ والأعلام التي يعود ريعها لضحايا العدوان الاسرائيلي، وأيضا يتم توزيع المنشورات واللاصقات الخاصة بتوعية المستهلك بالمنتجات الاسرائيلية المنتشرة في المحلات الايرلندية؛ لمقاطعتها، وهناك منشورات تبين المجازر، وآخر الأخبار المتعلقة بـغزة. كما يقوم بعض المنظمين بتوزيع قطع صغيرة من القماش الأسود للمتظاهرين؛ لربطها في اليد أو الكف، وهي دلالة على فترة الحداد والحزن.

وقبل نصف ساعة من انطلاق المسيرة، يبدأ المنظمون بترديد الشعارات عبر مكبرات الصوت اليدوية؛ لكي يحفظها المتظاهرون، وتُرفرف الأعلام الفلسطينية عاليا، كما تُسمع أصوات الصفارات هنا وهناك، ومن ثم يتوزع المتظاهرون على جانبي الشارع الرئيسي في أكثر الشوارع حركة في دَبلن؛ لتشجيع الآخرون بالانضمام. وبعدها تُلقي رئيسة اللجنة المنظمة كلمة مختصرة وغاضبة؛ لكي ترفع من معنويات المتظاهرين؛ فتبدأ بالإعلان عن عدد الضحايا خلال ذلك الأسبوع – خصوصا من الأطفال والنساء- وعن استهداف اسرائيل عمدا لمدارس الأطفال، وحتى أثناء لعبهم على شاطئ البحر. كما تدعو رئيسة اللجنة الحكومة الايرلندية بالكف عن نشر الأكاذيب للشعب الايرلندي، وسرعة اتخاذ موقف سياسي حازم والتوقف عن دعم اسرائيل. ومباشرة تنطلق بعد ذلك المسيرة، وتعلو الشعارات المنددة بإسرائيل مثل:

?Hey Hey Netanyahu .. how many kids did you kill today

Free Free Palestine

Boycott Israel

From the river to the sea .. Palestine will be free

we are all Palestinians


ويتحرك المتظاهرون بتوجيهات من أفراد الشرطة، والذين يقودون الناس في مقدمة المسيرة وآخرون في نهايتها، بحيث يوقفون المرور بشكل تتابعي؛ لكي لا يتعطل المرور سوى لدقائق قليلة فقط، وبالكاد تلمح أحدا يتذمر أو يشتكي من المظاهرة؛ لأنه أصبح أمرا اعتياديا.

توقف المتظاهرون لحظة الوصول إلى مبنى مقر الاتحاد الأوروبي في دَبلن، حيث ألقى أحد الضيوف كلمة للمتظاهرين، وأبلغهم عن مدى انحياز الاتحاد الأوروبي في صف اسرائيل، وموقفه المخزي الذي لا يمثل إرادة الشعب الايرلندي، وسكوته عن العدوان الغاشم على غزة، وحينها بدأ المتظاهرون بالصراخ وهم يرددون: عار عار عار.

كما يردد المتظاهرون: عار عار عار،كلما اقتربوا نحو إحدى فروع محلات [تيسكو]، ويقومون بالإشارة بأصابعهم نحوها، وهم يرددون بصوت عالي: عار عار عار،كونها تدعم المنتجات الاسرائيلة. وحينها تلمح زبائن المحل، وهم متسمرون بأماكنهم، وقد انتابهم احساس بالخجل والحرج، مما أجبر إدارتها للتصريح بوسائل الإعلام عن عدم دعمها للمنتجات الاسرائيلية.

وقبل الوصول إلى مقر السفارة الاسرائيلية بدقائق، يعلن أحد المنظمون عن قرب وصولنا إلى مقر السفارة، ويدعوهم بالإلتزام بالنظام، وعدم حرق الأعلام؛ لأن المظاهرة سلمية، وهدفها توصيل رسالة، وليس الدعوة للعنف إنما انهائه. وتقف في نهاية المسيرة شاحنة مكشوفة موصلة بمكبرات للصوت وضخمة. ويبدأ المتحدثون – وهم ضيوف الشرف لذلك اليوم- بإلقاء الكلمات للجمهور، وعادة ما يكونون شخصيات معروفة سواء من الكتّاب أو المثقفون أو الرياضيون أو الإعلاميون أو الأكاديميون أو الأطباء أو أحد الضحايا من الفلسطينيين وأسرهم، وأحيانا ما يكون بين المتحدثين يهود أو اسرائيليون يعارضون السياسات الاسرائيلية، وعدوانها على غزة.

ملاحظات عامة:


- الشرطة هم من كانوا يقودون المتظاهرين.

- من بين المتظاهرين أطفال رضع وكبار السن، يشاركون في مقاعد متحركة.

- الكل عبر عن رأيه بأسلوب راق، ولم يحدث أي عنف في التلفظ أو في الفعل.

-لم يتراجع المتظاهرون رغم هطول أمطار غزيرة.

- المتظاهرون الايرلنديون كانوا يقدمون كل من يحمل ملامح عربية نحو الصفوف الأمامية للمظاهرة تعاطفا معهم .

- الجالية الآسيوية المسلمة كانت حاضرة وبقوة.
الروابط الخارجية:
http://www.thejournal.ie/dublin-gaza-protest-1612329-Aug2014