نقوشٌ على جدار واسعٍ

الخميس، 10 يوليو 2025

 


لماذا يجب علينا الدفاع عن فرانشيسكا ألبانيزي؟

مصدر الصورة: الانترنت

فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم أمس الأربعاء الموافق ٩ يوليو/تموز، عقوبات على فرانشيسكا ألبانيزي. وهي محامية إيطالية مستقلة وتشغل منصب المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لقد عملت ألبانيزي بلا كلل ولا ملل في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وأعدت بشجاعة تقارير توثق جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني المحتل ضد أبناء شعبنا، وخاصة في قطاع غزة.


فرانشيسكا أظهرت شجاعة استثنائية لم نعهدها من أي مقرِّر خاص قبلها؛ فقد طالبت بملاحقة المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب والإبادة في غزة، ودعت إلى مقاطعة الشركات والجهات الداعمة لهذه الجرائم.


لهذا كله، يتوجب علينا الوقوف إلى جانب هذه الأصوات الحرة التي تصدح بالحق وتتبنى القضايا العادلة بلا تمييز، استنادًا إلى القانون الدولي. ولا ننسى أن فرانشيسكا، وهي مواطنة إيطالية، كان من السهل عليها الانسياق وراء مواقف الاتحاد الأوروبي وأمريكا الداعمة للكيان الصهيوني، أو التزام الصمت، أو اتخاذ مواقفمحايدةكما فعل كثيرون من زملائها، حفاظًا على الامتيازات، وضمان استقبالها بالورود عند زيارتها لدول ذات أنظمة ديكتاتورية.


لكنها اختارت الطريق الصعب، طريقًا مليئًا بالأشواك بدلًا من الورود. وهي اليوم تواجه التهديدات بدل التكريم، وتُلغى محاضراتها في جامعات الدول التي تدّعي احترام الديمقراطية ثم تتعرض للعقوبات.


وبما أننا شعوب مقهورة ومقموعة، بلا صوت ولا تأثير مباشر على هذه السياسات القمعية، حيث لم تعلن أي دولة عربية قطع علاقاتها الدبلوماسية أو الاقتصادية مع الدول المساهمة في الإبادة، بل إن بعضها اختار التعاون معها! ومع ذلك، فإن أضعف الإيمان أن ندعم نحن، الشعوب، هذه الأصوات الحرة والشجاعة، وهذه الشخصيات النادرة التي تجرؤ على أداء هذا الدور الجسور نيابةً عنّا.


كل التضامن مع ملكة الإنسانية، فرانشيسكا ألبانيزي.





الأربعاء، 23 نوفمبر 2022

فوتبول أم سوكر ؟





أمريكا، الدولة التي تعتبر نفسها أقوى وأعظم دولة على وجه الأرض وأنها تقود العالم، من الطبيعي أن تسعى لتكون الأولى والأفضل في جميع المجالات، بما في ذلك المجال الرياضي. نلاحظ ذلك في تنافسها الدائم مع الصين وروسيا وأوروبا للحصول على أكبر عدد من الميداليات الذهبية خلال مسابقات الألعاب الأولمبية.

لكن أمريكا واجهت عائقًا وحيدًا في المجال الرياضي: عدم تسيدها للعبة الأكثر شعبية وانتشارًا على كوكب الأرض، وهي كرة القدم. يعود ذلك إلى عدم معرفة واهتمام الأمريكيين بهذه اللعبة، وبالتالي غياب قاعدة جماهيرية لها داخل البلاد.

استنزفت أمريكا جهودها في توجيه أنظار العالم نحو كرة السلة، ومحاولة جعلها اللعبة الشعبية الأولى عالميًا، من خلال الترويج لها عبر العديد من أفلام هوليوود، مثل اختيار نجم كرة السلة مايكل جوردن للمشاركة في أفلام والت ديزني للأطفال مع فريقه. كما قام في التسعينيات أشهر نجوم كرة السلة الأمريكية بزيارة مجموعة من الدول العربية، بما فيها عُمان، لإقامة مباريات استعراضية والترويج للعبة، لكن كل تلك المساعي باءت بالفشل.

في رأيي، نقطة التحول كانت في عهد الرئيس جورج بوش الابن، حيث حاز المونديال على متابعة عالمية وشعبية واسعة، خاصة مع ظهور القنوات الفضائية، وربما تجاوزت شعبيته الألعاب الأولمبية. عندها أصبح غياب المنتخب الأمريكي وهيمنته على اللعبة أمرًا غير مقبول.

وعلى غرار المثل الإنجليزي (If You Can’t Beat Them, Join Them)، أي “إذا لم تتمكن من هزيمتهم، انضم إليهم”، تغيرت الاستراتيجية الأمريكية بعد الاعتراف بالفشل في فرض لعبتها على المستوى الدولي، وبدأت بالعمل على تأسيس منتخب أمريكي لكرة القدم، ومحاولة خلق قاعدة شعبية لها داخل أمريكا.

انطلق الرئيس بوش الابن في دعم اللعبة، وظهر أمام وسائل الإعلام وهو ممسك بكرة القدم معلنًا عن عشقه لها، واستقبل الفرق الأمريكية للعبة داخل البيت الأبيض، وكانت هناك مساعٍ لظهور اللعبة في بعض أفلام هوليوود.

لكن الإشكالية الحقيقية ظهرت عندما قررت أمريكا تغيير اسم كرة القدم إلى “سوكر” (Soccer)، بسبب وجود لعبة محلية أمريكية تحمل نفس الاسم. ولو تأملنا قواعد كرة القدم الأمريكية، سنجد أن الكرة تُركل بالقدم فقط عند انطلاق المباراة وأحيانًا عند محاولة تسجيل الهدف، بينما يستمر اللعب غالبًا بالأيدي، أشبه بلعبة كرة اليد أو كرة السلة، مع شكل كرة محدب، وارتداء خوذات وملابس واقية لجسد اللاعبين بسبب طبيعة اللعبة العنيفة.

اليوم، وبعد مرور ثلاث عقود، نجحت أمريكا في تأسيس منتخب قوي لكرة القدم وخلق قاعدة جماهيرية جيدة داخل البلاد. ولأن أمريكا لا ترغب في تغيير اسم لعبتها المحلية، فإنها تجبر بقية العالم على قبول تسمية كرة القدم بـ “سوكر”.

السؤال لكم: هل توافقون على تغيير اسم لعبة كرة القدم إلى “سوكر”؟



السبت، 19 سبتمبر 2020

ترجمة لخبر عودة السلطان جمشيد إلى عُمان في قناة بي بي سي (سواحيلي)

 

 
ترجمة: حبيبة الهنائي

أود أن أعرض عليكم ترجمة للخبر الذي بثته القناة السواحلية للـ BBC حول عودة السلطان جمشيد بن عبد الله إلى سلطنة عُمان بتاريخ 14 سبتمبر/أيلول 2020. علمًا أنني سأقوم بنقل ما جاء في الأخبار حرفيًا، دون إضافة أي رأي شخصي حول هذا الخبر.

نُشر الخبر في الفقرة التي تحمل عنوان “DIRA YA DUNIA” أي “رؤية على العالم”، وقد قرأت المذيعة زُهرة يونس الخبر على النحو التالي:

“السلطان جمشيد، الذي سبق أن حكم زنجبار في السنوات الماضية، وصل إلى مسقط قادمًا من إنجلترا بعد موافقة الحكومة على طلبه بالعودة إلى عُمان. السلطان جمشيد، البالغ من العمر 91 عامًا، ورث الحكم في زنجبار في أوائل الستينيات عن أبيه السلطان عبد الله بن خليفة، لكن تم الانقلاب عليه أثناء فترة حكمه في العام 1964. ومنذ ذلك الوقت، يعيش في المنفى هنا في إنجلترا.”

باختصار، دعونا نستعرض نبذة مختصرة عن سيرة السلطان جمشيد:

  • 1963: ورث السلطان جمشيد الحكم في زنجبار عن والده السلطان عبد الله بن خليفة.

  • 1964: وقع الانقلاب عليه بعد عام واحد من توليه الحكم. ومن الجدير بالذكر أن زنجبار كانت آنذاك تحت الحماية البريطانية.

  • منذ ذلك الوقت، عاش السلطان جمشيد في مدينة بورتسموث بالمملكة المتحدة.

  • مؤخرًا، في عام 2020، وافقت الحكومة العُمانية على عودته إلى مسقط، عاصمة عُمان، ليستقر في “مملكة السلاطين” وينضم إلى إخوته الذين عادوا منذ الثمانينيات.

وقد صرح أحد أفراد عائلته لصحيفة The National:

“إن طلب عودته إلى عُمان قد لاقى قبولًا من جانب الحكومة، وذلك بسبب تقدمه في العمر، حيث تمنى كثيرًا قضاء الفترة الأخيرة من حياته في وطن أجداده. وهو الآن سعيد لأنه تمكن من تحقيق ذلك.”

باختصار دعونا نعرض نبذة مختصرة عن سيرة السلطان جمشيد:
١٩٦٣ : ورث السلطان جمشيد الحكم في زنجبار من والده السلطان عبدالله بن خليفة. لكن بعدها بعام واحد في عام ١٩٦٤وقع الانقلاب عليه في زنجبار. الجدير بالذكر أنه خلال ذلك الوقت كانت زنجبار واقعة تحت الحماية البريطانية. ومنذ ذلك الوقت أصبح يعيش في مدينة ”بورتسموث“. ومؤخرا في هذا العام (2020) وافقت الحكومة العُمانية على عودة السلطان جمشيد إلى مسقط عاصمة عُمان لكي يستقر في مملكة السلاطين وينضم إلى إخوته الذي عادوا منذ الثمانينيات. ولقد صرح أحد أفراد عائلته لصحيفة ”ذا ناشيونال“ قائلا: "إن طلب عودته إلى عُمان قد لاقى قبولا من جانب الحكومة، وذلك بسبب تقدمه في العمر، حيث تمنى كثيرا قضاء الفترة الأخيرة من حياته في وطن أجداده. وهو الآن سعيد كونه قد توفق في ذلك.“

للمزيد حول هذا الموضوع، نستضيف من مدينة زنجبار البروفيسور عبد الشريف، محاضر متقاعد بجامعة دار السلام.

المذيعة: مرحبًا بك بروفيسور عبد الشريف. في البداية، كيف استقبل الزنجباريون والعُمانيون، إذا تحدثت معهم، خبر عودة السلطان جمشيد إلى عُمان؟

البروفيسور: في الحقيقة، هناك وجهات نظر مختلفة حول هذا الموضوع بالنسبة لزنجبار. نحن بحاجة لمزيد من الوقت للتقييم. وباختصار، باختصار نصف السكان فرحوا بهذا الخبر، بينما لم يهتم آخرون له، وهذا هو الوضع الحالي هنا.

المذيعة: برأيك، لماذا استغرق الأمر وقتًا طويلًا للسماح للسلطان جمشيد بالعودة إلى عُمان؟

البروفيسور: ربما يكون الجواب صعبًا بالنسبة لي، كوني أعيش في زنجبار، ولا أملك فكرة دقيقة عما يحدث في عُمان. لكن على حسب نقاشي مع زملائي، يبدو أنه من المحتمل أن يكون بعد وقوع الانقلاب انتقل الكثير من الزنجباريين للعيش في عُمان، وكانت الحكومة العُمانية تبذل جهودًا كبيرة لاستقبالهم وإدماجهم كمواطنين. وكان من الضروري عدم تشتيتهم مع وجود حاكم فعلي لهم وهو السلطان قابوس، وفي الجانب الآخر السلطان جمشيد الذي يعتبرونه أيضًا سلطانهم. ربما كان هذا السبب.

المذيعة: بروفيسور، بما أن السلطان جمشيد من مواليد زنجبار ومن أصول زنجبارية منذ أجداده، لماذا اختار العودة إلى عُمان بدلًا من العودة إلى زنجبار؟

البروفيسور: لكي أصدق القول، مثلما ذكرت سابقا، أنه منذ وقوع الانقلاب في زنجبار حدث انقسام حول هذا الأمر. لهذا لو قرر العودة إلى زنجبار في ذلك الوقت ربما كان سيتلقى ترحيبا من نصف السكان بينما سيعترض البعض الآخر. بالتالي الصورة العامة لن تكون جميلة بالنسبة له. لكن اليوم تغيرت مواقف الكثير من الناس. وأتذكر أن شقيق السيد جمشيد؛ السيد محمد سبق وأن زار زنجبار. لقد جاء للسياحة ثم غادر. كذلك صرح الرئيس سالمين عامر علناً أنه في حال رغب السيد جمشيد في زيارة زنجبار فهو مرحب به. لكن أعتقد أن السيد جمشيد رأى المحافظة على مكانته والبقاء في الخارج. في المقابل كونه زنجباريا، مثلي تماما، من المؤكد سينجذب لفكرة العودة لرؤية بلده.

المذيعة: برأيك بروفيسور كيف سيكون الحال لو عاد في هذا الوقت إلى زنجبار؟

البروفيسور: أرى أن الحال لم يتغير كثيراً. لكن بدأنا نتغير منذ عشر سنوات. الحدث الكبير الآن في زنجبار أن غالبية الشباب يطالبون بالوحدة الوطنية. هذا الانقسام بين حزبين تسبب في تعطيل تقدم وطننا، وأيضا توحيد الكلمة بين الناس. لهذا منذ عشر سنوات اتفق الرئيس أماني كارومي والمعلم سيف على أن يضم الدستور حكومة وحدة وطنية، مما ساهم في توحيد صفوف الزنجباريين،  ولاحقا تعطلت هذه الوحدة في منتصف الطريق. لكننا نطالب الآن بعودتها لكي نتحد جميعا تحت مظلة وطن واحد.

المذيعة: شكراً للبرفيسور عبد الشريف؛ محاضر متقاعد بجامعة دار السلام والمتواجد حالياً في زنجبار.


الرابط للخبر




 

الخميس، 19 يوليو 2018

افتخر بالوطن وليس باالأصل والفصل




استوقفني اليوم رد الكوميديان الجنوب افريقي تريفر نوح لرسالة السفير الفرنسي في امريكا معترضا وصفه للمنتخب الفرنسي الذي توج مؤخرا بطلا لكأس العالم "بالمنتخب الأفريقي" عبر برنامجه "The Daily Show" وأردت هنا عرض رأيي الذي وددت كتابته كثيرا في الماضي لكني تراجعت خشية أن يساء فهمه!

يبدو أن المستعمر الأوروبي وعلى رأسهم الفرنسي والبريطاني لا زال يمارس عنجهيته القديمة وهي تجريد المهاجر من هويته واصوله وثقافته كشرط أساسي لإثبات ولائه وإخلاصه لوطنه الجديد. ولهذا نجد سلطات الدول المُستعمرِة ، ولنستخدم هنا مصطلحا أقل حدة [سلطات المحميات] "ومن ضمنها سلطنة عُمان" تمارس نفس هذه العنجهية وبشراسة ملموسة؛ وهي تجريد مواطنيها من أصولهم وثقافتهم كشرط أساسي للإعتراف بهم كمواطنين صالحين ومخلصين لبلدهم؛ بل ويُتوقع منهم إنكار موطنهم الأصلي وإعتباره عار وإهانة عند ربطهم به!

برغم وجود أقليات وإثنيات متنوعة بين المجتمع العماني؛ ومع ذلك هناك توجه عنصري يطال كل من يتفاخر بأصوله أو بإختلاط الدم مع دول أخرى [ماعدا الدم الاوروبي طبعا] مثل كثير من الزنجباريين. مما ساهم إلى بروز ظاهرة سلبية وهي إنكار كثير من الزنجباريين اي علاقة تربطهم بزنجبار او إنتماءهم لها او لاي دولة من دول الشرق أفريقية التي كانت ترضخ تحت الحكم العماني لعقود طويلة. 

ومثال آخر هو محاولة بعض قبائل البلوش واللواتيا النبش في التاريخ لإيجاد اي خيط يمكن إثبات اصولهم العربية والعُمانية! رغم اني لا أرى أن ذلك سوف يضيف أو يقلل شيئا من عمانيتهم! 

اليوم نعتبر من يعلن عن أصوله الزنجبارية شجاعة وبطولة لأنه استطاع مقاومة النظرة الدونية والعنصرية التي ستمارس ضده. بينما لا يفترض تجريد الناس من أصولهم تحت ذريعة الإندماج، بل يجب أن يمنح الجميع كامل الحرية أن يفتخر بوطنه الحالي وايضا باصوله "فيما رغب بذلك" دون التقليل من وطنيته وخشية من معاملته بإزدراء وبنظرة دونية.

وللحديث بقية ..

الروابط الخارجية: 

رد تريفر نوح للسفير الفرنسي: