نقوشٌ على جدار واسعٍ

الخميس، 19 يوليو 2018

افتخر بالوطن وليس باالأصل والفصل




استوقفني اليوم رد الكوميديان الجنوب افريقي تريفر نوح لرسالة السفير الفرنسي في امريكا معترضا وصفه للمنتخب الفرنسي الذي توج مؤخرا بطلا لكأس العالم "بالمنتخب الأفريقي" عبر برنامجه "The Daily Show" وأردت هنا عرض رأيي الذي وددت كتابته كثيرا في الماضي لكني تراجعت خشية أن يساء فهمه!

يبدو أن المستعمر الأوروبي وعلى رأسهم الفرنسي والبريطاني لا زال يمارس عنجهيته القديمة وهي تجريد المهاجر من هويته واصوله وثقافته كشرط أساسي لإثبات ولائه وإخلاصه لوطنه الجديد. ولهذا نجد سلطات الدول المُستعمرِة ، ولنستخدم هنا مصطلحا أقل حدة [سلطات المحميات] "ومن ضمنها سلطنة عُمان" تمارس نفس هذه العنجهية وبشراسة ملموسة؛ وهي تجريد مواطنيها من أصولهم وثقافتهم كشرط أساسي للإعتراف بهم كمواطنين صالحين ومخلصين لبلدهم؛ بل ويُتوقع منهم إنكار موطنهم الأصلي وإعتباره عار وإهانة عند ربطهم به!

برغم وجود أقليات وإثنيات متنوعة بين المجتمع العماني؛ ومع ذلك هناك توجه عنصري يطال كل من يتفاخر بأصوله أو بإختلاط الدم مع دول أخرى [ماعدا الدم الاوروبي طبعا] مثل كثير من الزنجباريين. مما ساهم إلى بروز ظاهرة سلبية وهي إنكار كثير من الزنجباريين اي علاقة تربطهم بزنجبار او إنتماءهم لها او لاي دولة من دول الشرق أفريقية التي كانت ترضخ تحت الحكم العماني لعقود طويلة. 

ومثال آخر هو محاولة بعض قبائل البلوش واللواتيا النبش في التاريخ لإيجاد اي خيط يمكن إثبات اصولهم العربية والعُمانية! رغم اني لا أرى أن ذلك سوف يضيف أو يقلل شيئا من عمانيتهم! 

اليوم نعتبر من يعلن عن أصوله الزنجبارية شجاعة وبطولة لأنه استطاع مقاومة النظرة الدونية والعنصرية التي ستمارس ضده. بينما لا يفترض تجريد الناس من أصولهم تحت ذريعة الإندماج، بل يجب أن يمنح الجميع كامل الحرية أن يفتخر بوطنه الحالي وايضا باصوله "فيما رغب بذلك" دون التقليل من وطنيته وخشية من معاملته بإزدراء وبنظرة دونية.

وللحديث بقية ..

الروابط الخارجية: 

رد تريفر نوح للسفير الفرنسي:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق