نقوشٌ على جدار واسعٍ

الخميس، 26 سبتمبر 2013

مواطن عُماني يساهم بتعديل قانون الإقامة البريطاني


ساهم مواطن عُماني وآخر إيراني بإجراء تعديل في القانون البريطاني للهجرة والإقامة ولقد تفجرت هذه القضية في عام 1986 عندما اكتشفت دائرة الهجرة والجوازات البريطانية بتسجيل طفلة في الثانية عشرة من عمرها كزوجة لرجل إيراني وتم تداول هذه القضية في جميع وسائل الإعلام البريطانية، في الفترة التي كانت الخلافات البريطانية - الإيرانية بأوجها وانتهت القضية بترحيل الزوجين الإيرانيين من الأراضي البريطانية.


وفي نفس ذلك العام عاد طالب عُماني القادم من ولاية خصب إلى بريطانيا لتكملة دراسته وذلك بعد انتهاءه من قضاء أجازته الصيفية لكن هذه المرة لم يعد خفيفا بل عاد وبيده عروسته التي تبلغ الثالثة عشرة من العمر. والطالب المذكور هنا هو زميل دراسة جمعتنا مدينة لوتن الواقعة بشمال لندن. وفي أحد الأيام دعاني، وعلى غير عادته لكونه شخص انطوائي، دعاني مع زميلتي في الكلية لزيارته بمنزله لأجل التعرف على زوجته والتي "على حسب قوله" تواجه صعوبة كبيرة في التأقلم مع الحياة في الغربة.


وزميلنا هذا كان يسبقنا بعام دراسي واحد ولم يحتك أو يتحدث معنا الا نادرا مما اعتبرنا خطوته تلك ناتجة عن حاجته الماسة بالمساعدة، فقررت وزميلتي بتعجيل موعد زيارة العروس الجديد، وهكذا فعلنا. فتح الزميل باب المنزل واستقبلنا الى الصالة ومن ثم ذهب ليدعو زوجته لمقابلتنا ، انتظرنا ، ثم انتظرنا ، وانتظرنا ولم تأتي العروس ، وقبل مغادرتنا لمحناها عن بعد وهي تختبئ من خلف الباب، فالمسكينة كانت خجلة وتخاف من مقابلة الغرباء!!



العروس الطفلة .. The Baby Bride

"العروس الطفلة" وهو اللقب الذي تم تداوله بجميع وسائل الإعلام البريطانية لمثل هذه الحالات. لم نلمح العروس الطفلة الا مرة واحدة وعن بُعد وبدون أن يدور بيننا أي حوار ، لكن كان هناك قلق واضح من زميلنا بترك عروسته في المنزل بمفردها خاصة وأنها صغيرة السن كما لا تجيد اللغة الإنجليزية. كان زميلنا كثير الشكوى بأنها تتصرف كالأطفال وتعشق الذهاب الى المنتزه ومدينة الملاهي لتلعب لساعات طويلة و ترفض الخروج من هناك الا بصعوبة كبيرة وبالتالي يُحرج كثيرا أمام الناس! فأقترحت على زميلنا الغلبان على أمره بأن يدخلها في معهد لكي تتعلم اللغة الإنجليزية، وهنا كانت بداية للمشاكل حيث سجل زميلنا زوجته الصغيرة في مؤسسة تعليمية التي بدأت فعليا الدراسة فيها. لكن ظهرت على معلمتها بوادر من الفضول فتحققت أولا من حقيقة زواجها ثم شككت في عمرها فطالبت بإحضار أوراقها الثبوتية كإجراء روتيني لأجل تكملة إجراءات التسجيل.


كنت نصف نائمة وأنا أقترب من مدخل الكلية في صباح يوم دراسي عادي عندما لمحت أحد زملائي وحدثني سريعا قائلا:

- حبيبة، نصيحتي ما تدخلي الكلية ترا الصحفيين في كل مكان يدورو على الطلبة العمانيين حتى ياخذوا منهم تصريح ولحد الحين ما محصلين حد تراهم ما قادرين يميزوا ما بين ملامح الطلبة العمانيين و الآسيويين ولعلمش هناك تعليمات صارمة من السفارة تمنع أي طالب بإعطاء التصريحات والا ... !

-      لحظة .. لحظة .. خبرني أول ايش اللي صار؟

-      انتي نايمة والدنيا قايمة! كأنش ماشايفة الأخبار اليوم، الجماعة اكتشفوا ان  زوجة زميلنا فلان تحت السن القانوني والمسكين ما قادر يطلع من بيته لأن الصحفيين معسكرين ومحاطين برع البيت!

-      واابوي! عجب خليني أرجع البيت أشوف الأخبار عن يصيدوني الصحفيين وأنشل في جونية يرجعوني فيها البلد!


تسمرت أمام الأخبار وأنا أشاهد التقرير الإخباري الذي بدأ بربط الحالة الإيرانية مع حالة زميلنا العُماني ومع الدين الإسلامي الذي فُسر بأنه يشجع ويدعم زواج القاصرات وهناك لقطات عن الكلية ومشاهد حية من خارج منزل زميلنا المسكين الملغم بالصحفيين ثم ظهرت امرأة آسيوية مسلمة أظنها باكستانية وهي تعبر عن اشمئزازها لمثل هذه الحالات البعيدة جدا عن تعاليم الدين الإسلامي وغيره وغيره.




مواطن عُماني يتصدر وسائل الإعلام الإنجليزية

هرعت في صباح اليوم التالي بشراء الجرائد وهاهو خبر زميلنا يتصدر مانشيت الجرايد وصورة مقربة له وهو يدفع بالصحفيين خارج منزله محاولا تجاوزهم والخروج منه في لقطة أُظهر فيها وكأنه وحش كاسر! وفي اليوم الذي يليه خبر عن تدخل السفارة وترحيل زميلنا وزوجته من بريطانيا ، أما الصورة التي نشرت في الجرائد وهو في المطار يرافق زوجته الذي استحال رؤيتها بعد أن قام بتغطيتها بالسواد لمنع الباباراتزي من التقاط صور لها وظهرت كأنها كيس من البلاستيك! بينما زميلنا ممسكا بالجرايد وهو يتعارك مع الصحفيين ومحاولا ضربهم بها وكانت فعلا لقطات محرجة للغاية!


وبعد قضية مواطننا العزيز قرر البرلمان البريطاني مراجعة القانون الخاص بمنح حق الإقامة في بريطانيا لزوجات المواطنين والأجانب وتم تحديد السن الأدنى إلى السادسة عشرة ، ويتم حتى يومنا هذا استشهاد حالة زميلنا العُماني تلك في العديد من التقارير الرسمية والمحاضرات القانونية والأكاديمية ومرفق نموذج:


1995 NOEL COULSON MEMORIAL LECTURE
The application of Islamic law in the English Courts
By: His Honor Judge David Pear
“The amendments to the Immigration Rules in 1986, since when persons under the age of 16 have been barred from entering the UK in reliance upon their status as a spouse. The Rules were amended in 1986 in consequence of two cases, one involving a 12 year old Iranian bride and the other involving a 13 year old Omani bride. The Rules are now contained in HC 394 at paragraph 277”



نهاية ربما سعيدة !

عاد زميلنا الى الوطن وتم تغيير بعثته الى الولايات المتحدة الأمريكية وسافر مع عروسته ذاتها لكن وبقدرة قادر أصبح عمرها أكبر بكثير وقانوني جدا للغاية !!

حبيبة الهنائي



تم نشر هذا الموضوع بمنتدى الحارة العمانية بتاريخ: 5/12/ 2009

الرابط للموضوع:





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق