أمريكا، الدولة التي تعتبر نفسها أقوى وأعظم دولة على وجه الأرض وأنها تقود العالم، من الطبيعي أن تسعى لتكون الأولى والأفضل في جميع المجالات، بما في ذلك المجال الرياضي. نلاحظ ذلك في تنافسها الدائم مع الصين وروسيا وأوروبا للحصول على أكبر عدد من الميداليات الذهبية خلال مسابقات الألعاب الأولمبية.
لكن أمريكا واجهت عائقًا وحيدًا في المجال الرياضي: عدم تسيدها للعبة الأكثر شعبية وانتشارًا على كوكب الأرض، وهي كرة القدم. يعود ذلك إلى عدم معرفة واهتمام الأمريكيين بهذه اللعبة، وبالتالي غياب قاعدة جماهيرية لها داخل البلاد.
استنزفت أمريكا جهودها في توجيه أنظار العالم نحو كرة السلة، ومحاولة جعلها اللعبة الشعبية الأولى عالميًا، من خلال الترويج لها عبر العديد من أفلام هوليوود، مثل اختيار نجم كرة السلة مايكل جوردن للمشاركة في أفلام والت ديزني للأطفال مع فريقه. كما قام في التسعينيات أشهر نجوم كرة السلة الأمريكية بزيارة مجموعة من الدول العربية، بما فيها عُمان، لإقامة مباريات استعراضية والترويج للعبة، لكن كل تلك المساعي باءت بالفشل.
في رأيي، نقطة التحول كانت في عهد الرئيس جورج بوش الابن، حيث حاز المونديال على متابعة عالمية وشعبية واسعة، خاصة مع ظهور القنوات الفضائية، وربما تجاوزت شعبيته الألعاب الأولمبية. عندها أصبح غياب المنتخب الأمريكي وهيمنته على اللعبة أمرًا غير مقبول.
وعلى غرار المثل الإنجليزي (If You Can’t Beat Them, Join Them)، أي “إذا لم تتمكن من هزيمتهم، انضم إليهم”، تغيرت الاستراتيجية الأمريكية بعد الاعتراف بالفشل في فرض لعبتها على المستوى الدولي، وبدأت بالعمل على تأسيس منتخب أمريكي لكرة القدم، ومحاولة خلق قاعدة شعبية لها داخل أمريكا.
انطلق الرئيس بوش الابن في دعم اللعبة، وظهر أمام وسائل الإعلام وهو ممسك بكرة القدم معلنًا عن عشقه لها، واستقبل الفرق الأمريكية للعبة داخل البيت الأبيض، وكانت هناك مساعٍ لظهور اللعبة في بعض أفلام هوليوود.
لكن الإشكالية الحقيقية ظهرت عندما قررت أمريكا تغيير اسم كرة القدم إلى “سوكر” (Soccer)، بسبب وجود لعبة محلية أمريكية تحمل نفس الاسم. ولو تأملنا قواعد كرة القدم الأمريكية، سنجد أن الكرة تُركل بالقدم فقط عند انطلاق المباراة وأحيانًا عند محاولة تسجيل الهدف، بينما يستمر اللعب غالبًا بالأيدي، أشبه بلعبة كرة اليد أو كرة السلة، مع شكل كرة محدب، وارتداء خوذات وملابس واقية لجسد اللاعبين بسبب طبيعة اللعبة العنيفة.
اليوم، وبعد مرور ثلاث عقود، نجحت أمريكا في تأسيس منتخب قوي لكرة القدم وخلق قاعدة جماهيرية جيدة داخل البلاد. ولأن أمريكا لا ترغب في تغيير اسم لعبتها المحلية، فإنها تجبر بقية العالم على قبول تسمية كرة القدم بـ “سوكر”.
السؤال لكم: هل توافقون على تغيير اسم لعبة كرة القدم إلى “سوكر”؟

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق